تشهد الجزائر، التي ادعى رئيسها عبد المجيد تبون في إحدى هلوساته أنها “قوة ضاربة في العالم”، منذ أسبوعين ندرة في حليب الأطفال، بمختلف أنواعه، مع تسجيل ارتفاع كبير في أسعار ما هو معروض للبيع.
ندرة حليب الرضع هذه، التي تضاف إلى سلسة من الأزمات في المواد الاستهلاكية الأساسية التي تشهدها الجارة الشرقية، أججت مشاعر غضب لدى المواطنين، خاصة الآباء، بعد أن وجدوا انفسهم عاجزين عن توفير الحليب بالكميات المطلوبة.
موجة الغضب هذه نابعة من المعاناة التي تتكبدها العائلات، كلما أرادت شراء بضع عبوات من مسحوق الحليب، بعدما فرغت الرفوف في الصيدليات أو المتاجر.
وأرجع رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين في الجزائر، الطاهر بولنوار، أسباب نقص الوفرة في حليب الأطفال على مستوى العديد من محافظات الجزائر إلى عدة نقاط، من بينها “العادات الاستهلاكية والقوانين الجديدة التي أصدرتها الدولة، خاصة المتعلقة بالاستيراد.
وأضاف: “السوق متذبذب منذ أعوام، وقد يكون للقوانين الجديدة التي أصدرتها الحكومة بشأن منع استيراد العديد (الحليب لم يشمله قانون المنع)، بهدف تشجيع الصناعة المحلية، دور في التأثير على نفسية التجار وتحفيز المضاربين”.
وتحتاج الجزائر، حسب المدير العام للتنمية والتنافسية الصناعية بوزارة الصناعة الجزائرية، أحمد زايد سالم، 600 مليون لتر سنويا من حليب الأطفال لتغطية مليون ولادة.
ويقدّر الإنتاج العالمي لمسحوق الحليب المخصّص للأطفال الرضع بـ 1.9 مليون طن من الحليب المجفف سنويًا. وتستورد الجزائر احتياجها من هذه المادة من الدول الأوروبية بنسبة 100 في المائة.