تتهم قوى سياسية حزبية ومستقلة في الجزائر النظام العسكري بتكبيل نشاط الأحزاب واستبعادها المتعمد من أداء دورها، حيث إن حتى القوى الموالية للسلطة لم تعد تجد مجالا لممارسة دورها الداعم.
ويلاحط تراجع نشاط الأحزاب السياسية في الجزائر بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة، بشكل يعطي الانطباع بأن تغير خيارات السلطة بشأن وعائها السياسي والاجتماعي قد كبل دور القوى السياسية في البلاد، فما عدا حضورها المحتشم داخل أروقة البرلمان، لم يعد الشارع الجزائري على تماس مع الأحزاب والقوى السياسية التقليدية، إذ يخيم شلل سياسي على البلاد، رغم الملفات الثقيلة المطروحة في مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية.
وإذا كان خمول الأحزاب المعارضة عن العمل الميداني له ما يبرره قياسا بالتراجع المسجل في مجال الحريات السياسية والحزبية، حيث تعاني من التضييق والملاحقة، فإن وقوع أحزاب الموالاة في نفس النفق يبعث على القلق، حسب نشطاء حذروا من مغبة تقزيم دور الأحزاب السياسية.
ويرى مراقبون أن النظام العسكري قد قرر الاستغناء عن أحزاب الموالاة لشكوكه في الوفاء لها، ولذلك لم تعد العلاقة بينه وبين تلك الأحزاب في مستوى الزخم والحميمية التي كانت في السابق، حيث أصبحت تعيش في حالة تيهان غير مسبوق.