كشف شاب سوري وصل إلى أوروبا مؤخراً تفاصيل المصاعب التي لاقاها في رحلته ولاسيما سوء المعاملة من السلطات الجزائرية وترحيله من قبل أجهزة الأمن هناك إلى النيجر، بعد القبض عليه برفقة آخرين أثناء محاولته الانتقال نحو إسبانيا.
وقال الشاب، في تسجيل مصور نشره مركز توثيق الانتهاكات، إنه بعد وصوله إلى الجزائر من ليبيا تحدث إلى مهرب سوري يقيم في إسبانيا يدعى أمجد تقاضى منه 6 آلاف يورو لتأمين قارب يقلّه نحو إسبانيا.
وبعد دفع المال عبر وسيط، توجّه الشاب إلى إحدى الشقق في مدينة مستغانم يستخدمها المهرب لتجميع زبائنه وهناك احتشد نحو 50 شخصاً، قبل أن يأتي شخص يعمل مع المهرب صباح اليوم التالي لإصطحاب 28 شخصاً للتوجه نحو الشاطئ.
غير أن الشرطة اعتقلت عدداً من أولئك الاشخاص خلال محاولتهم الخروج، حيث اعترف أحدهم وهو جزائري الجنسية على مكان الشقة لتداهم الشرطة المكان وتعتقله مع من كان فيها، وقد وصل مجموع من اعتقلتهم نحو 17 شخصاً بينهم نساء وأطفال.
ووفقا للشاب، جالت الشرطة في شوارع المدينة وكأنها ألقت القبض على عصابة أو مجرمين خطرين واقتادتهم إلى مخفر، حيث صادرت أموالهم وحلي النساء وهواتفهم وأجبرتهم على فتحها للاطلاع على ما بداخلها، وحققت مع كل واحد لقرابة ساعتين أو ثلاث، واستمر الوضع كذلك لمدة 4 أيام.
عقب ذلك، قررت الشرطة ترحيلهم برفقة قرابة 3 آلاف مهاجر من إفريقيا في مجموعة من الحافلات نحو حدود النيجر مروراً بمعظم الولاية الجزائرية، حيث استغرقت الرحلة 4 أيام، كانت الشرطة تمنعهم خلالها من النزول وتضرب المهاجرين الأفارقة وتكتفي بتقديم قطعة خبز وقطعتي “جبنة مثلثات”.
بعد وصولهم إلى الحدود قامت الحافلات بإنزالهم، لكن سرعان ما هجم عليهم المهاجرون الأفارقة رغم وجود الجيش الجزائري ليعود السوريون إلى الحافلة للاحتماء داخلها، وهنا ساومهم ضابط جزائري على العودة لداخل الحدود الجزائرية مقابل دفع مبلغ 150 أورو عن كل شخص وهو ما حدث.
لكن وعند محاولتهم العودة إلى وهران تم إلقاء القبض عليهم مجدداً على الطريق ليتم ترحيلهم مرة أخرى في اليوم التالي نحو النيجر، حيث ومع وصولهم هناك تعاطف معهم عسكري جزائري أخبرهم أن بإمكانهم العودة وبالفعل عادوا مجدداً للجزائر.
ثم اتجه الشاب إلى وهران بعد التواصل مع الوسيط والمهرب الذي ابتزه بمبلغ آخر يبلغ قرابة 150 أورو لقاء نقله من الحدود إلى وهران التي من المفترض الخروج منها نحو إسبانيا.