كرمت القيادة العسكرية في الجيش الجزائري، عددا من ضباطها المتقاعدين في بادرة هي الأولى من نوعها في تاريخ المؤسسة، انطوت على رسائل سياسية تتمحور حول تكريس تعاظم مكانة المؤسسة في جسد الدولة،
ويتعلق الأمر بعدد من الجنرالات كمديري جهاز الاستخبارات السابقين محمد مدين (توفيق)، ومحمد بتشين، ووزير الدفاع المتقاعد خالد نزار، وحسين بن حديد، فضلا عن الرئيس والجنرال السابق اليامين زروال.
حفل التكريم هذا أشرف عليه الرئيس عبدالمجيد تبون، رفقة القيادة العسكرية الحالية، وذلك بمناسبة إحياء اليوم الوطني لتلاحم الجيش والشعب، الذي تم إقراره في السنوات الأخيرة، كدلالة على العلاقة المتناغمة بين الطرفين، وكتم الأصوات التي طالبت بتحييد الجيش عن المشهد السياسي خلال احتجاجات الحراك الشعبي.
ويرتبط الضباط المكرمون ببدايات الأزمة السياسية والأمنية في البلاد منذ نهايات ثمانينات القرن الماضي، حيث كان الجنرال محمد بتشين، قائدا لجهاز الاستخبارات، وتنسب إليه أعمال القمع والتعذيب التي تعرض لها الشباب المنتفض في أحداث الخامس من أكتوبر 1988.
كما يرتبط مدير الاستخبارات الآخر (توفيق) ووزير الدفاع الأسبق خالد نزار، بالعشرية الدموية التي أودت بنحو 250 ألف جزائري بحسب تقديرات رسمية، وأسفرت عن حوالي 20 ألف مفقود إلى حد الآن، وتحوم حولهما شكوك في ارتكاب مجازر جماعية في حق المدنيين خلال العشرية المذكورة.
ويرى مراقبون أنه بتكريم هؤلاء “الصقور”، قياسا على دورهم في إدارة العشرية الدموية والحرب على الإرهاب، يريد النظام الجزائري التمسك برموزه السابقين، وعدم تركهم لوحدهم في مواجهة المتاعب القضائية التي تلاحقهم في الخارج، لأن سقوط أي منهم سيجر حتما رموزا أخرى إلى المعترك.