ارتمت الجزائر، في مياه لا تقوى على السباحة فيها، فما كان إلا أن غرقت أمام مرأى الملايين عبر العالم، ممن تابعوا افتتاح الدورة الـ19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط، المقامة بوهران.
فضائح بالجملة شهدها حفل الافتتاح المنظم نهاية الأسبوع، ما كشف أن وهران لم تكن في الموعد، رغم الدعاية المبالغ فيها التي أطلقتها أبواق النظام الجزائري، بشأن الحدث الرياضي.
منذ بداية الحفل الممتد لأكثر من ساعتين، ظهر سوء التنظيم جليا، حيث بهرجة في الصورة وأعطاب تقنية على مستوى الصوت، ما جعل الأمور تختلط على الحاضرين والمتابعين عبر شاشات التلفاز.
وفي محاولة فاشلة للتغطية على ارتباكهم، أغرق من كلفهم الجنرالات بتنظيم التظاهرة الرياضية الدولية، الحفل بلوحات فنية افتقدت إلى التناسق. وأكثر من ذلك، أدرجوا وصلة لـ”كناوة” ضمن هاته اللوحات، الأمر الذي أكد مواطنون جزائريون، أنه ”سرقة مفضوحة لتراث المغرب”.
من جهة أخرى، فإن خطاب محمد عزيز درواز، محافظ لجنة تنظيم الدورة الـ19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط، أي الرجل الأول المعني بإنجاح هذه التظاهرة، استحق وصف ”الكارثة” الذي أطلقه عليه رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
درواز، بمجرد أن صعد المنصة لإلقاء خطاب الافتتاح، بدا كتلميذ لم يحفظ درسه، ورغم أنه كان حاملا لورقة مكتوب عليها كل ما مطلوب منه أن يقوله أمام ”ضيوف تبون”، تلعثم أكثر مما تحدث، فشتت انتباه الجمهور الذي عبر عن انزعاجه من خلال هتافات هزت جنبات القاعة.
وتوالت الفضائح على المنصة، مع سمير بن حامد الذي كان يضحك مستهترا بقسم الحكم الذي يؤديه.
هذا غيض من فيض عثرات حفل وهران، ”طبخة دون التوابل اللازمة”، لم تلق بافتتاح حدث من حجم ألعاب البحر الأبيض المتوسط.
وقبل الافتتاج وبعده، وقع عسكر الجزائر، في سقطات سيؤدي ثمنها غاليا لا محالة، أبرزها منع الوفد الصحافي المغربي، من الوصول إلى وهران، واحتجازه، والتضييق على لاعبة المنتخب الإسباني لكرة الطائرة كارلوتا غارسيا كوناردو، بسبب أنها نشرت صورا توثق مستوى تغذية وإقامة متدن للمشاركين في الألعاب.
الوفد الصحافي المغربي، يستعد لرفع دعوى قضائية لدى المحكمة الدولية، ضد السلطات الجزائرية، واللاعبة الإسبانية، نشرت غسيل دورة وهران، عبر صور وفيديوهات تحملها الأنترنت على عجل، لكل مواطن عبر العالم.