يظهر أن مسلسل فضائح النظام العسكري الجزائري، وزبانيته، ليست له نهاية في الأفق القريب، حيث كشفت هيئة دفاع معتقلين جزائريين سلمتهما إسبانيا، ( الدركي السابق محمد عبد الله والعسكري السابق محمد بن حليمة)، اختلالات واضحة وفاضحة تخص محاكمتهما.
ولهذا، قرر دفاع الدركي السابق محمد عبد الله وعائلة العسكري السابق محمد بن حليمة، تقديم شكوى ضد التلفزيون الجزائري، البوق الرسمي لجنرالات قصر المرداية، على خلفية بثه لبرنامج يصف فيه المتهمين بـ”الإرهابيين”، وهو ما اعتبر “خرقا لسرية التحقيق ومساسا بقرينة البراءة”.
وقالت هيئة الدفاع عن الدركي السابق محمد عبد الله الموقوف بسجن البليدة العسكري، إنها تستنكر ما وصفتها بـ”الممارسات التي قام بها التلفزيون العمومي المنافية للدستور والقانون وأحكام مهنة الصحافة”.
وذكرت في بيان لها وقعه المحاميان عبد الغني بادي وباكوري عميروش، أن التلفزيون الجزائري بث تقريرا تحت عنوان “رحلة الخيانة وتفاصيل المؤامرة، اعترافات محمد عزوز بن حليمة الجزء 1“، يوم الأحد 19 يونيو 2022، وصف بشكل متكرر المتهم محمد عبد الله “بالإرهابي”.
ويعد هذا وفق هيئة الدفاع “دوسا حقيقيا على قرينة البراءة التي يضمنها الدستور في المادة 41، فكل شخص يعتبر بريئا حتى تثبت جهة قضائية إدانته، في إطار محاكمة عادلة، وليس في إطار حوار صحافي”.
من جانبها، أدانت عائلة محمد عزوز بن حليمة بيان لها، “استعماله في أمور لا علاقة له بها والحصول على تصريحات منه وهو في حالة نفسية جد سيئة بسبب تواجده في الحبس الانفرادي منذ أكثر من 60 يوم مع ازدياد عدد المحاكمات ضده وظهور أعراض المرض والتعب عليه خلال كل زيارة”.
وأضافت العائلة في بيان نشره محامون، أنها تستنكر بشدة “المصطلحات المستعملة في هذا البرنامج ضد محمد عزوز بن حليمة و تسميته بالإرهابي”، واعتبرت أن هذا يعتبر مساسا بكرامته على اعتبار أن ملفاته لا تزال قيد التحقيق القضائي، كما أنه مساس بشرف وسمعة العائلة”.
ويوجد محمد بن حليمة ومحمد عبد الله، اللذان سلمتهما إسبانيا للجزائر في الأشهر الماضية، حاليا بالسجن العسكري للبليدة، حيث يتابعان في قضايا خطيرة، بعد أن ألصقت يهما تهمة الانتماء لحركة “رشاد”، التي يصنفها النظام الجزائري على قوائم الإرهاب، لترهيب المعارضين.