فاقد الشيء لا يعطيه، بل يعميه، كما يحصل مع النظام الجزائري، الذي يتحدث عن دبلوماسية منحته حضورا قاريا ودوليا، فيما الواقع، يكشف بجلاء ألا حضور له سوى بين ظهراني عصابته.
هذا النظام العاجز عن حل أبسط مشاكل شعبه، يخال أن خططه الفاشلة من قبيل الدعوة لتنظيم قمة عربية، تعد دبلوماسية ناجحة لإسماع صوته المبحوح.
النظام المصاب بعقدة المغرب، يعمد إلى الترويج منذ فترة، عبر أبواقه الإعلامية، لكونه يمتلك سياسة خارجية تنبني على الأفعال. متوهما أنه سيحقق ما نجحت المملكة في إحرازه، على مستوى دبلوماسية فاعلة إنسانية ومتضامنة، تجنى ثمارها بمختلف أصقاع العالم.
عسكر الجزائر، الممول والداعم للانفصال بالصحراء المغربية، والمعرقل لحل النزاع الإقليمي المفتعل، خرج قبل أشهر، من قعر الجب ليقول إنه حامل لمصباح علاء الدين، من أجل توحيد العرب.
استعمل الرئيس عبد المجيد تبون، القنوات والأقلام المأجورة، للدعاية لقمة عربية ”استثنائية” بالجزائر، لكن لا دعاية نفعت ولا قمة عقدت، فلم يعد يجد ”السيد الرئيس”، مخرجا من ورطته كلما سئل عن موعد انعقاد القمة، سوى تحديد تاريخ جديد.
أما على المستوى الإفريقي، ففي وقت تجلس بلادنا، على كرسيها بثبات، وتعزز علاقاتها السياسية بشراكات اقتصادية مهمة مع أغلبية بلدان القارة، تقتصر دبلوماسية الجزائر، على زيارات متفرقة، لا نفع لها ولا أثر.
والسياسة الخارجية للمغرب، تجاه أوروبا وأمريكا، المتسمة بمؤشرات إيجابية، يخفق الجنرالات، حتى في تقليدها، وتظهر تحركاتهم بشأنها، فقدانهم البوصلة.