خرج النظام الجزائري، بادعاءات جديدة، محاولا التخفيف من تأثير هزة التصريحات الأخيرة لعمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة.
وللتغطية على الحقائق التي كشفها السفير هلال، خلال أشغال اللجنة الـ24 في سانت لوسيا، حول احتجاز الجزائر، للمدنيين بتندوف، ومسوؤليتها الثابتة في نزاع الصحراء المغربية، خرج من نصبته عصابة الكابرانات، مبعوثا خاصا بالمنطقة المغاربية، بتصريحات عبر الأبواق الإعلامية للعسكر، تنم عن جهل فظيع بالتاريخ وتسيء كل الإساءة للجارة الشرقية.
هذا ”المبعوث”، الذي لم يسمع له صوت في قضايا وملفات مهمة تشغل المنطقة المغاربية، ادعى أمام عجزه عن تكذيب معطيات السفير عمر هلال، بأن المملكة، أنشئت من طرف الحماية الفرنسية وتحديدا الماريشال لويس هوبير ليوطي. أي ادعاء هذا ؟ ومن يصدق هاته التخاريف ؟
إنه ادعاء أخرق، وتخاريف يعمد من خلالها النظام الجزائري المنزعج بتاريخ المملكة المغربية العريق، إلى خط تاريخ جديد يخدم أجندته ويرضي هواه.
ادعاء يكشف بجلاء ضلوع العسكر الجزائري، في أخطاء سياسية وتاريخية لا تغتفر، حيث إن الماريشال ليوطي، الذي أراد من خلاله الإساءة للمملكة، قال في مذكراته المعنونة بـ”paroles d’action”، ”لم تكن الجزائر، سوى دولة قاحلة، في حين أن المغرب، كان إمبراطورية تاريخية مستقلة”.
ليس ذلك فحسب، بل جاء في تصريح له ضمن نفس المذكرات، بتاريخ 26 فبراير 1916، ”بينما وجدنا أنفسنا في الجزائر، إزاء مجتمع في حكم العدم، وأمام وضعية مهلهلة قوامها الوحيد هو نفوذ الرأي التركي الذي انهار بمجرد وصولنا، إذا بنا قد وجدنا بالمغرب على العكس، إمبراطورية تاريخية ومستقلة تغار إلى النهاية على استقلالها”.
المسؤول الفرنسي المحنك الذي شغل مناصب قيادة بعدة دول قبل حلوله بالمغرب، عبر أيضا في مذكراته، عن انبهار كبير بعظمة الدولة المغربية، أقدم مملكة مستمرة في العالم، منذ تأسيسها من طرف الأدارسة عام 789 ميلادي.