أثارت التغييرات المحدودة، التي مست جهاز الاستخبارات في الجزائر، تساؤلات عدة بشأن الأسباب التي استدعت إقدام الرئيس تبون على الخطوة في هذا الوقت الحساس، داخلياً وخارجيا.
وفي حين ربطت أطراف القرار بما يجري إقليمياً من تطورات، ترى أخرى أن الأمر يتعلق بإعطاء دفعة قوية للفرع الخارجي من الجهاز.
وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن رئيس أركان الجيش، الفريق سعيد شنقريحة، أشرف على تنصيب اللواء جمال كحال مجدوب، على رأس مديرية الوثائق والأمن الخارجي، أو ما يعرف بـ”جهاز الاستخبارات الخارجية المضاد للجوسسة”، خلفاً للواء نور الدين مقري، الذي قاد الجهاز لمدة عام ونصف العام تقريباً.
ولم يشغل التغيير بال المتابعين بقدر ما أخذت عودة اللواء جمال كحال مجدوب، إلى المشهد مساحة واسعة من النقاشات الصامتة والجانبية، على اعتبار أن الرجل “عانى” بطش النظام السابق، الذي اتهمه بـ”التقصير في أداء المهام” عندما كان مديراً للأمن الرئاسي، ما وضعه بين أيدي القضاء العسكري، الذي حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، قضى منها أشهراً فقط وأفرج عنه.
ويرى مراقبون أنه كما هو معروف لدى جيوش العالم، حينما تزداد درجة المخاطر الإقليمية إلى مستوى يستوجب الدخول في مرحلة الاستعداد والتحضير، فإن جهاز الاستخبارات أول نسق تطاله عملية الاستعداد المتمثلة في تغيير الإطار البشري، وأنماط التعامل مع المعلومة، وطرق استغلالها وحفظها وحمايتها، وغيرها من المتطلبات.