فضح النظام العسكري الجزائري الفاسد، نفسه بنفسه، في مسرحية جديدة رديئة الإخراج، بعد أن أجبر إرهابيا من بين السبعة الموقوفين المحتملين يوم 16 مارس 2022، على الإدلاء بتصريحات لقناة التلفزة الجزائرية الرسمية، بإملاءات غبية من جنرالات قصر المرداية.
والمضحك في الأمر، هو أن هذا الإرهابي هو رئيس اللجنة الشرعية لأحد التنظيمات الإرهابية، لسلوس مدني، والمعروف باسم الشيخ عاصم أبو حيان، والذي كان الجيش الجزائري قد أعلن عن مقتله، مع قياديين بارزيين في تنظيم “القاعدة” في بلاد المغرب الإسلامي، خلال عملية عسكرية في منطقة وادي بوعايش، قرب بلدة العنصر بولاية جيجل الواقعة في شرق الجزائر، في دجنبر لسنة 2020.
وأعلن أبو حيان، في أول ظهور له منذ أن “بعثه” النظام العسكري حيا من جديد، لتعتقله قوات الجيش، ثم يدلي بـ”اعترافات” نشرتها وزارة الدفاع الجزائرية، وبثها التلفزيون الرسمي، “توبته وأبدى ندمه على 28 عاما قضاها في النشاط الإرهابي”، مدعيا أن هذا الإعلان نابع عن قناعة شخصية كانت تشكلت لديه قبل فترة من توقيفه.
وتساءل المراقبون للشأن الجزائري ” هل قتل أبو حيات فعلا في دجنبر 2020، أم كانت تلك مسرحية استعملها النظام العسكري للكذب كعادته على الشعب الجزائري؟ أم هناك جنرالات بقصر المرداية لهم القدرة على بعث الإرهابيين، الذين سبق أن قتلوا في عمليات عسكرية، أحياء من جديد؟”.
وقد بات معروفا لدى الرأي العام الدولي أن النظام العسكري الجزائري المفلس، وإثر تلقي الصفعات والصدمات الواحدة تلو الأخرى وحصد الانتكاسات، يلجأ للكذب والمراوغة والترويج للمغالطات، ليس فقط على من يعتبرهم أعداء، بل حتى على شعبه، في محاولة لإخفاء الحقيقة والتمسك بالأوهام والأحلام، التي ورثتها عن النظام البومدييني البغيض والحاقد.