يعاني الجزائريون في كل فصول السنة من خطر يهدد حياتهم، في ظل تتالي الكوارث الطبيعية، من فياضانات وحرائق وتساقط الثلوج، خاصة وأن المسؤولين لا يضعون استراتيجية جديدة تعتمد على مقاربة استباقية ووقائية تحمي البلاد من المخاطر، التي تتعرض لها بسبب التغير المناخي.
ومع كل أمطار موسمية أو سيول جارفة وكوارث طبيعية وصحية، يحبس الجزائريون أنفاسهم خوفا من خسائر بشرية ومادية في ظل عجز منظومة تسيير الكوارث عن التصدي لمثل هذه الأخطار ومجابهتها، رغم التوصيات المتكررة التي تطلق في كل مرة من هنا وهناك منادية بضرورة انتهاج استراتيجية جديدة تعتمد على مقاربة استباقية ووقائية.
فيكفي أن تمطر السماء لساعتين دون انقطاع حتى تغرق العاصمة الجزائرية بشوارعها وساحاتها وأحيائها وتنقطع حركة السير فيها وتنهار المباني القديمة على ساكنيها؛ لدرجة أن هذا المظهر بات مألوفا للمسؤولين والمواطنين، لكنه ما كان ليحدث لو تحمل كل طرف مسؤوليته بما يمليه عليه الضمير المهني والأخلاقي.
ويقول عبدالكريم شلغوم، رئيس النادي الجزائري للمخاطر الكبرى، إن “ما تعيشه الجزائر حاليا هو نتيجة تقصير كبير في إدارة المخاطر التي لا يجب أن تكون من القمة بل من القاعدة”.
ومن جانبها لفتت إلهام كابوية، المسؤولة في مديرية الغابات، إلى أن الفرق الشاسع بين الجزائر وجيرانها في تدبير الكوارث، مثل الحرائق التي تسجل معدلا مرتفعا كل سنة، يشير إلى خلل واضح وجب تداركه على أكثر من صعيد.