عاد الكاتب والأكاديمي الجزائري، نورالدين ثنيو، للتطرق لموضوع “هزيمة الدين والدولة في الجزائر”، حيث اوضح أن عملية تأهيل النظم الطرقية في اللحظة الراهنة، والتي كانت تتم في سياق بناء تكوين دولة العصابة، في عهد الرئيس المخلوع والمهزوم بوتفليقة، لاتزال مستمرة.
وشدد، في مقال نشره على أعمدة جريدة “القدس العربي” على أنه في اللحظة التي تعاني فيها السلطة القائمة، من “حالة ترَهّل سياسي، ونفاد كل ما في جعبتها من قوة معنوية، ومن مصداقية ورصانة، آل الوضع برمته إلى استدعاء شيوخ الطرق ونظمها و”سَحَرَتها” لتَّغْطية على عجز النظام من إسعاف نفسه من السقوط المتواصل نحوالحضيض”.
وتابع أن رجال الحكم لاذوا إلى التعلق بالأدعية والتمائم والطلاسم والخزعبلات والشطحات الصوفية، و”القراءة التكرارية للقرآن” كأفضل اعتراف يشهد لصاحبه الوقار وحسن السيرة والأخلاق والتقوى، مضيفا أن “مشهد صلاة رئيس الدولة إلى جانب الشيخ الإمام، يعبّر رمزيا ومعنويا عن الحالة التي وصلها الدين بعد انهيار الدولة”.
وأوضح أن موضوع هزيمة الدين في الجزائر على النحو الذي تصرفت به السلطة القائمة، ليس مناسبة إطلاقا للطعن في قادة وشيوخ الزوايا، بقدر ما هو نقد لاذع للسلطة الفاسدة، التي ورطت الدين أيضا في عملية تعميم الفساد، كأفضل تقية لمواراة فسادها السياسي والمادي، وتبريره من الناحية الدينية والرمزية والأخلاقية.