أكد الكاتب والأكاديمي الجزائري نور الدين ثنيو على أن ما يجري اليوم في الجزائر هو الثمن السياسي لما يقوم به “نظام غير شرعي”، آل في الآونة الأخيرة، في سياق الانتخابات التشريعية، إلى عدم الاعتراف بقواعد اللعبة السياسية في إدارة الحكم وتسييره، وتدبير شأن المواطنين.
وشدد المحلل الساسي، في مقال نشره بجريدة “القدس العربي”، على أن الوضع في الجزائر مسؤول عنه “نظام فاشل خائب، لأنه يتعامل بسياسة مناقضة تماما للسياسة، على ما هي عليه النظريات والمناهج والمقاربات في أبسط شروحاتها وتعريفاتها”.
وتابع أن “الزمرة الحاكمة منذ عقود، استولت على هياكل الحكم وأبَّدته في قبضتها، بالقدر الذي أعدمت مستقبل البلد وأسقطت منه إمكانية الوصول إلى الحلول، وإلى حل أزماته. ما يجري في الجزائر هو أزمة تلاحق أزمة وتواليها أزمة وتعقبها دائما أزمة، ليصبح الوضع كله مأزوم”.
وأوضح أن السلطة الحاكمة في البلاد لا تحمل من مقومات السياسة إلا جانبها المغتصب والمنهوب من حقوق الجزائريين وأجيالهم القادمة، مضيفا أنه “وما دام البعد المقبل غير وارد في غياب القدرة على صيغة المشاريع، وإعداد البرامج لغياب إمكانية وصول المعارضة الحكم، فالوضع يبقى دائما وأبدا عصيا على الحل”.
وخلص إلى أن ما يجري اليوم في الجزائر هو محصّلة تغييب دائم لقواعد اللعبة السياسية في أنبل معانيها، على ما هي عليه الدول في كل بقاع العالم، “فالسطو والنهب المتوالي لمجال السياسة وقواعدها وآلياتها، يظهر اليوم في حالة من عدم القدرة على مواجهة الأخطار والأزمات والمعضلات”.