بدأت التساؤلات تطفو على السطح بشأن المستشفيات التركية التي تحولت في الفترة الأخيرة إلى أشبه بمقابر للمرضى الجزائريين، الذين حتمت عليهم الظروف التنقل إلى مستشفيات تركيا بحثا عن العلاج الذي يكلفهم الملايير.
وقالت وسائل إعلام جزائرية إن الغريب في الأمر أنه يتم الإعلان في كل مرة عن نجاح العملية، لكن النتيجة النهائية تنتهي بوفاة المريض.
وتابعت المصادر ذاتها أن ولاية بجاية شهدت العديد من الحالات المماثلة، آخرها خبر وفاة السيدة “نورة عبار” البالغة من العمر 54 سنة، بعد تأزم وضعيتها الصحية، وذلك رغم إعلان نجاح العملية التي أجرتها مؤخرا بإحدى مستشفيات تركيا، والتي كلفت مبلغ 1.3 مليار سنتيم ما يعادل 65 ألف أورو.
وكان سكان بلدية أمالو بصدوق في بجاية قد تجندوا من أجل جمع المبلغ المذكور لإنقاذ المريضة التي تعاني من مرض معقد على مستوى الكبد.
وتمكن المتطوعون من جمع مبلغ العملية في ظرف وجيز بفضل تبرعات المحسنين داخل وخارج الوطن، وذلك قبل أن تناشد عائلة المريضة السلطات من أجل منحها رخصة سفر مستعجلة، حيث تنقلت السيدة نورة إلى تركيا على متن رحلة خاصة رفقة المتبرع.
وحسب المصادر ذاتها، فإن المستشفى الذي قصدته المريضة بادئ الأمر، قد رفض إجراء العملية الجراحية كون احتمال نجاحها يبقى ضئيلا، فيما وافق مستشفى آخر على إجراء العملية رغم خطورتها.
وأوضح بعض الجزائريين أن المستشفيات التركية أصبحت “تبيع الأوهام للمرضى في ظل غياب التواصل والمعلومة الطبية لدى المرضى وذويهم”.
ويشدد العديد من الجزائريين على أن “اللوم يقع على سلطات بلادنا جراء الوضعية التي آلت إليها المنظومة الصحية في الجزائر، إذ أضحى من الضروري الإسراع في إصلاح مستشفيات الوطن مع تزويدها بكل الوسائل اللازمة بالإضافة إلى مطلب عصرنة القطاع والأهم من ذلك تنظيف هذا الأخير من الدخلاء الذين دمروا المنظومة الصحية في الجزائر ما أجبر المرضى على المغامرة بحياتهم يمستشفبات أجنبية همها الوحيد جمع المال”.