وضعت الحملة الانتخابية أوزارها في الجزائر، وسط إجماع على وصف المشهد السياسي العام بالبارد، الذي يخيم عليه عدم مبالاة المواطن بالسياسة وهمومها بشكل عام.
ويواصل النظام العسكري الحاكم في البلاد الاستعدادات اللوجستية للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في 12 يونيو الجاري ، وسط توقعات بأن يكون الإقبال ضعيفا يوم الاقتراع.
ومع نهاية الحملة الانتخابية، لا يبدي الجزائريون اهتماما كبيرا بوعود المترشحين في ظل الأزمة الاقتصادية واستمرار الإغلاق العام بسبب جائحة فيروس كورونا منذ أكثر من عام.
ويجد المحللون صعوبة في قراءة مآلات الوضع السياسي بالبلاد وسط قلق ومخاوف لدى شق من الجزائريين من عودة هيمنة “الحزب الواحد”.
وخلال الحملة الانتخابية، حرص المرشحون، على خطب ود الحراك الشعبي ومغازلته، سواء تعلق الأمر بالمنتمين إلى الأحزاب أو بالمستقلين، وسط تعهدات بتجسيد مطالب الحراك.
وذهب بعض المرشحين إلى حد بعيد فوضعوا الحراك شعارات لحملتهم الانتخابية، في مسعى إلى إقناع الناخبين بأنهم يحملون مشروعا إصلاحيا بالفعل.
ووصف أستاذ علم الاجتماع السياسي سابقا بجامعة الجزائر، ناصر جابي، تركيز الخطاب السياسي خلال الحملة الانتخابية على الحراك بـ”النفاق السياسي”.
وقال جابي، في تصريحات صحافية، إن “البعض يحاول تبيض صورته والبعض يحاول ركوب الموجة، وكلا الطرفين لا يحملان برنامجا سياسيا واضحا فهو عزف على وتر الشعبوية”.
وتابع أن المشهد بشكل عام يعكس أمرين “الأول غياب النضج السياسي لدى بعض الأحرار، والأمر الثاني يتعلق بالأحزاب الكلاسيكية التي تتخبط، وهي تحاول البحث عن عذرية جديدة”.