كشفت دراسة جديدة تحت عنوان “حركية وأولويات المواهب سنة 2021 في الجزائر”، أجراها مركز بوسطن الأميركي للاستشارات الاستراتيجية بالتعاون مع “النتورك” وهي شبكة عالمية تضم أكبر مواقع التوظيف ومع الموقع الجزائري “إمبلواتيك” أن نسبة معتبرة من الشباب الجزائري المكون تكوينا جيدا عبّر عن إرادته في البحث عن آفاق أخرى خارج الجزائر.
وتيندرج هذا التحقيق، الذي شارك فيه 2771 شابا وشابة من الجزائر تتراوح أعمارهم بين 21 و50 سنة كلهم من ذوي المستويات الجامعية العليا ويحتلون مناصب ثابتة في مختلف التخصصات. ضمن دراسة عالمية شاملة شارك فيها 209 آلاف شخص من 190 بلد، ما بين عامي 2020 و2021.
وتبين من هذه الدراسة المعمقة أن 83 في المئة من المستجوبين الجزائريين يطمحون إلى تغيير ظروف عملهم، بالانتقال إلى العمل خارج بلدهم، والبحث عن فرص أخرى أكثر أهمية رغم الأزمة الصحية والاقتصادية. وهي نسبة مخيفة إذا ما عرفنا أن نسبة الراغبين في الهجرة تصل إلى 50 في المئة فقط بالنسبة إلى كل دول العالم و71 في المئة بالنسبة إلى الدول الإفريقية.
وتعتبر هذه النسب المرتفعة تعبيرا عن انسداد الآفاق وتشي بنوع من فقدان الأمل في إصلاح اقتصادي مستقبلي في الجزائر، حيث أصبح الوضع لا يطاق في الجزائر، فلا قطاع مسيّر على ما يرام؛ مستوى تعليم ضعيف جدا، بطالة مستفحلة، مستشفيات مهترئة، بعض البنايات في المدن تكاد تسقط على رؤوس المارة، علاوة على الاحتقان السياسي الذي تعيشه البلاد منذ انطلاق ثورة الابتسامة وانغلاق السلطة على ذاتها ومحاولة فرض ورقة طريق أحادية يرفضها معظم الجزائريين.
ويرى مراقبون أنه الجزائر ستشهد موجة من الهجرة لم تعرفها من قبل بمجرد فتح الحدود المغلقة منذ أكثر من عام بدعوى كوفيد – 19.