تشهد شوارع الجزائر، ومنذ الذكرى الثانية للحراك الشعبي في 22 من شهر فبراير الماضي، عودة الاحتجاجات الشعبية الغاضبة من النظام ، والتي تنادي بتحقيق تغيير جذري عميق، وسط تعزيزات أمنية مكثفة.
ولا تكاد تهدأ مظاهرة حتى تبدأ أخرى في قلب العاصمة الجزائر، وتحول الموعد الأسبوعي لخروج الطلاب إلى مسيرة انضم إليها المحتجون.
ولا يبدو في الأفق الحل قريباً، فحالة الاحتقان في الشارع، تفوق ما تقدم السلطة من تنازلات.
وتوسط المتظاهرين أصواتا تبحث عن حل ووضع حد لحالة الانسداد، إذ يعمق طول الأزمة من جراح البلاد.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الجزائري، حكيم بوغرارة، إن المظاهرات التي تشهدها البلاد تعكس الأزمة الكبيرة التي تعيشها الجزائر منذ الاستقلال، ورأى أن نظام الحكم لم يتغيير منذ عام 1962، في الوقت الذي يعيش فيه الجزائريون الفقر ويعانون الأمية ومن تبعات الاستعمار الفرنسي.
وأضاف بوغرارة، خلال لقاء على شاشة قناة “الغد”، أن الشعب الجزائري يريد تقرير مصيره، وأن مسيرات الطلبة والحراك الشعبي تعكس الوعي لدى جيل المستقبل الذين لم يعد يُقنعهم كلام معسول لا يتجاوز وسائل الإعلام الحكومية.
وأعرب عن اعتقاده بأن قوة الحراك الشعبي هي في عدم تمثيله عبر أشخاص، لأنه يتكون من فئات شعبية غير متجانسة لا تملك أدوات لحل الأزمات، ولفت إلى أن الشعب الجزائري يفقد الثقة في السلطة من خلالها ممارساتها، بينما لا تقدم السلطة خطوات لاستعادة تلك الثقة.