أوضح المحلل والكاتب والصحافي الجزائري، توفيق رباحي، أنه بعد عام من التوقف الاضطراري بسبب جائحة كورونا، عادت تظاهرات الغضب إلى شوارع المدن الجزائرية كأنها لم تتوقف أبدا، لتعطي دروسا عديدة وبسيطة يتحتم على المسؤولين الجزائريين الوقوف عندها والبناء عليها إذا أرادوا حماية المركب من الغرق.
وتابع المحلل الجزائري، في مقال نشره على أعمدة صحيفة “القدس العربي”، تحت عنوان “لماذا يبدو الموسم الثاني من الحراك الجزائري أخطر؟”، أن “الدرس الأول، والأبرز، أن الجزائريين طفح بهم الكيل فلا شيء يستطيع إعادتهم إلى بيوتهم. الدرس الثاني، ولا يقل أهمية، أن حِيَل نظام الحكم، للَّعب مع الغضب والتلاعب به، بلغت مداها وأصبحت غير مجدية”.
وشدد على أنه يكفي تأمّل الإصرار الذي تحدّى به مئات آلاف المتظاهرين الآلة الأمنية والجو الماطر والبرد والخوف من تفشي وباء كورونا، من أجل التعبير عن غضبهم، للتأكد من أن الجزائريين أكثر إصرارا اليوم على انتزاع حقوقهم مما كانوا يوم 22 فبراير 2019.
وأفاد بأن الحراك عاد أكثر تشددًا وعنادًا، حيث أن الشعارات المرفوعة في تظاهرات الجمعة تؤشر إلى تصعيد خطير في الغضب، وقطيعة بائنة بين الشارع ونظام الحكم، إذ كانت هناك شعارات جديدة خطيرة وغير مسبوقة من قبيل «المخابرات منظمة إرهابية».
وخلص إلى أن الانتخابات البرلمانية المقررة قبل الصيف ستكون الامتحان الأول للطرفين تحت الموجة الثانية من الحراك، موضحا أن “المؤشرات القليلة حتى الآن توحي بأن النظام متجه إلى تكرار تجارب الانتخابات النيابية السابقة التي غيّرت الوجوه في البرلمان وكرَّست الفشل والتملق والكثير من الممارسات السياسية المقرفة”.
وقال: “إذا ما كرر السيناريو، فسيكون النظام قد سجل هدفا في مرماه. يمكن، آنذاك، الجزم بأن الشارع كسب الجولة حتى قبل أن يخضها. ستكون خسارة سياسية فادحة هي آخر ما يحتاجه النظام وهو في هذه الورطة”.
