يبدو أن استراتيجية التلقيح التي أطلقتها المملكة المغربية قبل أسبوعين بدأت تعطي ثمارها؛ فالأرقام الرسمية تتحدث عن استفادة أزيد من مليون مواطن مغربي من التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، وذلك بالتزامن مع توسيع الفئات المستفيدة من الحملة.
وفي الوقت الذي لم تجد فيه بعض الدول الطريق لتحصين سكانها ضد الجائحة خصوصاً تلك التي تدعي أنها حريصة على صحة مواطنها وتتبجح بذلك؛ والمثال الأبرز في هذه الحالة، الجزائر، انتقل المغرب إلى السرعة القصوى لتطعيم سكانه.
وبلغة الأرقام، كشفت وزارة الصحة، في النشرة اليومية الخاصة بتطور الوضع الوبائي في المملكة، عن تلقيح مليون و388 ألف و539 شخصا، ضد كورونا إلى حدود السادسة من مساء اليوم السبت، بينما بلغ عدد الأشخاص الذي استفادوا من عملية التلقيح في الجزائر إلى حدود اليوم 235 شخصاً، لتحتل بذلك مؤخرة الترتيب العالمي، حسب موقع covidvax.live.
وبسبب هذه الحصيلة “المذلة”، تواجه الحكومة الجزائرية انتقادات كثيرة من قبل المختصين في مجال الصحة والأحزاب السياسية وجمعيات من المجتمع المدني بسبب تباطؤها في توسيع حملة التلقيح والتي انطلقت بشكل رسمي يوم الـ30 يناير الماضي من مستشفى البليدة.
ويرى مراقبون أنه على الرغم من ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا في الجزائر، تشهد حملة التلقيح في هذا البلد ارتباكاً كبيراً وسط استياء شعبي.
من جهته، أكد وزير الصحة المغربي، خالد آيت الطالب، أمس الجمعة في تصريح صحفي، أنه في حالة استمرار الوتيرة التي تجري بها عملية التلقيح إلى الآن ووفقاً للبرنامج المسطر لها، فإن “الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه إلى حدود الآن يتمثل في ألا نتجاوز ما بين 3 إلى 5 أشهر المقبلة، من أجل تلقيح ما يناهز 30 مليون مواطن مغربي، أي 80% من الساكنة، وتحقيق مناعة جماعية”.
وحيال ذلك، أكدت مجموعة من المواقع والمنصات الإخبارية الإسبانية أن المغرب ”كان بحق باعتباره أول دولة إفريقية تطلق حملة التلقيح ضد فيروس (كوفيد ـ 19) من بين الدول الأولى في العالم التي وضعت استراتيجية استباقية جريئة ورائدة لتحصين مواطنيها ضد تأثيرات هذا الفيروس الفتاك”.