أصبح الرئيس عبد المجيد تبون أكثر من قضى المدة الأكبر في الخارج للعلاج من بين الرؤساء الجزائريين السابقين، وتجاوز بذلك المجموع الأكبر، الذي كان قضاه الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بـ81 يوما، إذ بلغ حتى أمس الخميس، مجموع ما قضاه الرئيس تبون في رحلته العلاجية في الخارج 84 يوماً، منذ 28 أكتوبر الماضي حتى 28 دجنبر الماضي، قبل أن يعود إلى الجزائر لمدة قصيرة للتوقيع على قانون الموازنة والدستور الجديد، ليعود بعدها إلى ألمانيا في العاشر من يناير الماضي حتى هذا اليوم.
وتجاوزت هذه المدة في مجموعها ما كان قد قضاه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في رحلته العلاجية إلى مستشفى فال دوغراس الفرنسي (81 يوماً) بين 17 أبريل حتى التاسع من يوليوز 2013.
ولا يعرف حتى الآن موعد عودة الرئيس تبون، الذي كان قد أجرى، في 20 يناير المنصرم، عملية جراحية على قدمه اليمنى، أفاد بيان للرئاسة الجزائرية أنها “كُلّلت بالنجاح”، وذكرت أن الرئيس سيعود إلى الجزائر خلال الأيام القادمة فور حصوله على موافقة الفريق الطبي، والذي يبدو أنه لم يأذن للرئيس تبون بعد بالمغادرة حتى الآن.
وتسبب غياب الرئيس تبون خلال كل هذه الفترة عن البلاد تعطيلا وإرباكا لافتا للحكومة، إزاء تنفيذ جملة من الوعود التي كان قد أعلنها بشأن إصلاح الوضع السياسي والاجتماعي، خاصة في ظل الأزمة الوبائية التي أثرت كثيرا على البلد، وما نتج عنها من توترات اجتماعية، وفي عودة القلق إزاء الأفق السياسي للبلاد، وكذا توترات إقليمية قريبة من المحيط الجزائري، وعودة تمركز مؤسسة الجيش في قلب المشهد الجزائري، إضافة إلى جمود المبادرة السياسية من قبل السلطة.