قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إنه منذ حلول فصل الصيف، وصل قرابة 2500 جزائري إلى سواحل منطقة مورسيا في جنوب شرق إسبانيا، بعد أن بلغ عددهم 1900 في العام الماضي. وهي ظاهرة يمكن تفسيرها على أنها نتيجة لإغلاق الحدود الجزائرية بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد، وتدهور الوضع الاجتماعي والسياسي في البلاد.
وتوضح “لوموند” أن غالبية الذين وصلوا إلى سواحل مورسيا الإسبانبة انطلقوا من مدينة مستغانم الساحلية، التي تبعد ثمانين كيلومترا شرق مدينة وهران، والتي أضحت اليوم إحدى نقاط الانطلاق الرئيسية للمهاجرين الجزائريين باتجاه السواحل الإسبانية، حيث إن انشار فيروس كورونا لم يوقف هؤلاء المهاجرين عن ركوب “قوارب الموت” بحثا عن جنة أوروبية.
وبحسب آخر إحصائيات وكالة حرس الحدود الأوروبية “فرونتكس”، فإن ثلثي المهاجرين غير النظاميين الذين يعبرون إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، هم من الجزائريين.
أما عن دوافع مجازفة هؤلاء المهاجرين بأرواحهم، فيقول الجزائريون إن “ظروف العيش في بلادهم أصبحت قاهرة، حتى بالنسبة إلى المتخرجين الذين يشكون من تغلغل الفساد والمحسوبية والرشوة والوساطة إلى كافة القطاعات في البلاد”.
وقد كان لدى هؤلاء الشاب بريق أمل عند انطلاق الحراك الشعبي في شرارته الأولى، لكن شمعته سرعان ما انطفأت، متأثرة بظروف مختلفة في مقدمتها وباء كورونا، يضاف إليه التضييق على حرية التعبير، عبر قمع الناشطين السياسيين.
ويعد تدهور الوضع الاجتماعي والسياسي في الجزائر، أحد الأسباب التي طرحتها محافظة مرسيا لتفسير الزيادة في عدد المهاجرين الجزائريين الملحوظة منذ شتنبر 2019.