سلط تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الضوء على تلاشي الآمال في دورة سياسية جديدة في الجزائر بعد عام من الانتفاضة الشعبية، مبرزا أن الحقائق القديمة في البلاد ما زالت تعيد تأكيد نفسها، حيث تحتضن السجون العشرات من المعارضين، ومقاعد البرلمان ما زالت معروضة للبيع، حيث وصل سعر المقعد إلى 540 ألف دولار، وفقاً لشهادة برلماني يتعرض لمحاكمة.
واستنتجت الصحيفة أن الآمال تتلاشى في الجزائر في إصلاح النظام السياسي والوصول إلى ديمقراطية حقيقية، بعد مرور عام على الانتفاضة الشعبية، التي أطاحت بنظام الرئيس المستبد عبد العزيز بوتفليقة، والذي دام 20 عاماً.
وقال محسن بلعباس، وهو سياسي معارض، للصحيفة:” نحن نتحرك بسرعة إلى الوراء”.
وأشار التقرير إلى أن هناك أكثر من اتجاه سياسي في البلاد، أحدهما من تبون والأخر من الشارع، حيث بدأ التمرد، المعروف باسم الحراك، في العام الماضي باتجاه خلق فجر جديد في بلد يخنقه جيش ضخم لعقود، ولكن عندما فشل الحراك في الالتحام حول القادة والاتفاق على أهداف، أدى ذلك إلى خلق فراغ، يسمح بتدخل بقايا المؤسسة الجزائرية القمعية، بأجهزتها الأمنية الوفيرة.
وراقب دعاة التغيير في العالم العربي الحراك الجزائري، حيث خرج عشرات الآلاف بطريقة سلمية للاحتجاج على استمرار حكم بوتفليقة، الذي أُصيب بالشلل بعد إصابته بجلطة دماغية في عام 2013.
وعلى الرغم من أن الجيش أجبر بوتفليقة وحاشيته الحاكمة على ترك الحكم في النهاية، إلا أن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة للمتظاهرين، الذين يريدون القيام بإصلاح شامل للطبقة السياسية في البلاد، مع انتخابات لجمعية تأسيسية جديدة لتحل محل البرلمان السيء في البلاد، وانسحاب الجيش من السياسة، ولكن رئيس أركان الجيش، أحمد قايد صالح، قلب الحركة.
ومن المعتقد، والحديث لكاتب التقرير آدم نوسيتر، أن تبون الذي كان رئيساً للوزراء في عهد بوتفليقة، قد حصل على دعم من قايد صالح للرئاسة، ليتم انتخابه في تصويت جذب أقل من 10 في المائة من الناخبين، وقد بدأ تبون في إشارات حسن النية، بما في ذلك إطلاق سراح بعض المعتقلين، ولكن الحكومة عادت لتلعب لعبة” القط والفأر، مع فلول الحراك، وقالت جماعة معارضة إن العشرات أُعتقلوا.
وأدى اعتقال الصحافي خالد دراريني (40 عاماً) إلى زيادة حدة المزاج في الشوارع، كما انتشر الخوف في وسائل الإعلام الجزائرية. وكان الصحافي المعتقل قد كتب في وقت سابق أن النظام يجدد نفسه بلا توقف ويرفض التغيير، وقال:”نحن ندعو إلى حرية الصحافة، وهم يردون بالفساد والمال”، مما أثار حنق السلطات.