حُرمت صحيفة “الوطن” اليومية الجزائرية الناطقة بالفرنسية من الإعلانات العامة بعد نشرها مقالاً عن ثروة اثنين من أبناء رئيس أركان الجيش الراحل أحمد قايد صالح، وفق ما علمر من مدير نشر الصحيفة.
وخصصت صحيفة الوطن وهي من أبرز الصحف الجزائرية، الإثنين الماضي، صفحتها الأولى لمقال عن استثمارات ابني الفريق أحمد قايد صالح الذي توفي في 23 دجنبر الماضي، وقالت إنهما “جمعا ثروة هائلة”.
وأضافت الصحيفة أن اثنين من أبناء الرجل القوي السابق يخضعان “لتحقيق قضائي”، بعد منعهما من مغادرة الأراضي الجزائرية.
وقال مدير الصحيفة الطيب بلغيش: “أؤكد أن الصحيفة حُرمت من الإعلانات العامة بعد نشر هذا المقال”.
وأضاف: “الأمر يشبه أيام عبد العزيز وسعيد بوتفليقة (الرئيس السابق المخلوع وشقيقه). هذه ضغوط وعمليات ابتزاز لا تطاق”.
وتأتي هذه العقوبة في إطار مناخ عام يتعرض فيه صحافيون للقمع وقد زُج ببعضهم في السجن، مثل خالد درارني وعبد الكريم زغيلاش، وكذلك مدونون ونشطاء الحراك الشعبي المعارض للنظام.
وتظل العديد من وسائل الإعلام الإلكترونية، مثل “لافانغارد ألجيري” (الطليعة الجائرية)، محجوبة حاليا على الأراضي الجزائرية.
وفي بيان، شجبت منظمة “مراسلون بلا حدود” استمرار “الضغط على وسائل الإعلام” ودعت السلطات إلى “احترام حرية التعبير”.
وبين عامي 2014 و2017 ، حُرم العديد من الصحف، بما في ذلك “الوطن”، من الإعلانات انتقاما لمعارضتها بوتفليقة الذي أطيح به في أبريل 2019 تحت ضغط الشارع وبتدخل من الجيش بقيادة الفريق قايد صالح.
وتعتبر الدولة هي أكبر مُعلن في الجزائر، حيث يُعهد بالإعلانات الخاصة بالإدارات والمؤسسات العامة بموجب القانون حصريًا إلى المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار.
وقد تعرضت المؤسسة لانتقادات لدورها كـ “أداة سياسية” تختار وسائل الإعلام ليس وفقًا لجمهورها ولكن وفقًا لخطها التحريري.
وقالت ا”لوطن”، في بيان اول امس ، إن تحقيقها بعنوان “تفاصيل ثروة في ظل الجنرال” أثار “رد فعل غير متوقع”.
وقالت الصحيفة إن “البعض في المناصب العليا وجهوا إلينا اللوم لأننا وضعنا على الصفحة الأولى صورة قايد صالح مع عنوان متحيز يشوه صورة” الجيش، الأمر الذي نفته.