عادت صحيفة “الوطن” الجزائرية (باللغة الفرنسية)، وبعد كشفها قبل أيام عن منع نجلي قائد أركان الجيش الجزائري الراحل الفريق أحمد قايد صالح من مغادرة الجزائر، لتتحدث كما عنونت عن “تفاصيل ثروة في ظل الجنرال” و”الممتلكات العديدة” للنجلين عادل وبومدين، وذلك ضمن تحقيق أمني في ملفات فساد واستغلال للنفوذ وتكوين “ثروات مشبوهة”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سابقين أنه تم جمعها في ظل النفوذ السياسي والأمني لوالدهما الراحل، وكذا خضوع مسؤولين وولاة سابقين لطلبات العائلة، خاصّة والي (محافظ) عنابة (600 كليومتر شرق الجزائر العاصمة)، والوزير الأسبق محمد الغازي الذي يقبع في سجن الحراش، والذي تم ترقيته لمنصب وزير بفضل تدخل نجلي قايد صالح.
وإذا كانت المعلومات التي نشرتها الصحيفة عن أبناء وعائلة قايد صالح متداولة شعبيا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فإنها وثقتها عبر مسؤولين سابقين مطلعين، الذين تحدثوا على حصول عادل وبومدين على مشاريع صناعية، وعقارات وقطع أرض تدر المليارات، وعلى عشرات الشركات بالدينار الرمزي، ثم يتم بيعها بأرباح طائلة بالمليارات، مثلما هو الحال مع مطحنة سميت باسم “عين ياقوت”، مسقط رأس والدهما (في ولاية باتنة)، والمتخصّصة في تحويل القمح.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم الاستحواذ على المطحنة في عام 2013، لكن بفضل نفوذ نجلي قايد صالح تلقت منذ اليوم الأول للشراء، حصتها من القمح من الديوان الوطني المهني للحبوب، على الرغم من أن الشركة لم تنطلق في العمل إلا في عام 2016، ما يطرح تساؤلات، حسب الصحيفة، عن مصير آلاف الأطنان من القمح المدعّم من قبل الدولة التي استفادت منها الشركة من 2013 إلى 2016.
وتحدث الصحيفة أن النجلين استحوذا وبنفس الطريقة على “شركة ريغية “والمتخصصة في تعبئة المياه الطبيعية في ولاية الطارف (قرب الحدود مع تونس). ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أنه تم في البداية، بناء هذه الشركة على مساحة 3 هكتارات، ليتم بعد ذلك توسعتها إلى 10 هكتارات كاملة.
وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن الأخوين يمتلكان ميناءً جافًا في عنابة، تم توقيفه مؤخرا من قبل مصلحة الجمارك، كما كشفت الصحيفة قبل أيام. و يمتلك عادل قايد صالح جريدة “إيدوغ” الجهوية، والتي استفادت بدورها من أموال طائلة في إطار صفقات الإعلان الحكومي، وتم توقيفه عنها مؤخرا.
وأشارت “الوطن” كذلك إلى امتلاك العائلة لمخبزة، في عنابة، لديها صفقات تمويل مع ثكنات الجيش الجزائري.
وكشفت الصحيفة كذلك أن صهر العائلة، الذي يشتغل حاليًا مسؤولًا عن الشؤون الاجتماعية في السفارة الجزائرية بفرنسا، استفاد هو كذلك من نفوذ العائلة، حيث حصل على مشروع عيادة طبية في حي راق من عنابة، وذلك في إطار برنامج ترقية الاستثمار، على اعتبار أنه حاصل على شهادة طبيب، لكنه قام بتحويله بطريقة غير قانونية إلى مشروع عقاري على نفس القطعة الأرضية، من سبعة فيلات معروضة للبيع بأموال طائلة.