أكثر من أي منطقة أخرى في الجزائر، تمثل منطقة القبائل التي تسكنها غالبية من الأمازيغ، الهاجس الأكبر للنظام الحاكم في البلاد ، والذي يشن حربا بلا هوادة على سكان هذه المنظقة، الذين يعدون “أكثر السكان جنوحا إلى السلم في البلاد”.
وقد دفعت سياسة الترهيب، التي يواصل في نهجها النظام الحزائري ضد سكان منطقة القبائل، النائب الإيطالي، ماسيميليانو ساليني، إلى توجيه سؤال، يوم 29 يونيو الجاري، إلى الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية عن استيائه لما اعتبره خطر يهدد استقرار منطقة المغرب العربي.
وشدد النائب، في سؤاله، على أن “النظام الجزائري، يضيق الخناق على الشعب، وخاصة في منطقة القبايل، “التي تشهد عدة احتجاجات، لأنها حسب منظمة الأمم والشعوب غير الممثلة (UNPO)، تعتبر أراضي محتلة”.
وتعد منظمة الأمم والشعوب غير الممثلة (بالإنجليزية: Unrepresented Nations and Peoples Organization) منظمة غير حكومية دولية وديمقراطية يتألف أعضائها من الشعوب الأصلية والأقاليم المحتلة والأقليات والدول والأقاليم المستقلة.
وتتمتع بتمثيلية دائمة لدى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول مثل إسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.
ويعتبر Mak-Anavad، وهي حركة تم تأسيسها سنة 2015 بعد التحام الحركة من أجل استقلال القبايل والحكومة المؤقتة للقبايل، العضو الوحيد في منظمة “UNPO” على الصعيد المغاربي.
وتطالب هذه الحركة بإستقلال منطقة القبايل عن الجمهورية الجزائرية، وكانت قد أعلنت سنة 2010 في باريس، عن تشكيل حكومة قبائلية مؤقتة، وذلك لإنهاء ما تسميه ظلم واحتقار وهيمنة الحكومة الجزائرية للمنطقة وأبنائها.
ويطبع التوتر السياسي العلاقة بين أمازيغ المنطقة والنظام الحاكم في الجزائر، والذي وصل في بعض مراحله إلى صدام دام خلف العديد من القتلى والجرحى.