رداً على خطابي الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح، وقائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح، بشأن انتخابات الرئاسة المقررة في 12 من شهر دجنبر المقبل، خرج عشرات الآلاف من الجزائريين اليوم الجمعة، في مظاهرات حاشدة وسط العاصمة الجزائرية للمطالبة بـ”استقلال” جديد في يوم الجمعة الـ37 المصادف الذكرى الـ65 لاندلاع حرب التحرير ضد الاحتلال الفرنسي.
وهتف المتظاهرون بصوت واحد “بعتو البلد يا خونة” “و “الاستقلال.. الاستقلال” في وجه النظام الحاكم منذ استقلال البلاد في 1962.
وكما كل يوم جمعة شددت قوات الأمن إجراءات المراقبة على الحواجز الأمنية على الطرق المؤدية إلى الجزائر العاصمة منذ مساء الخميس، ما تسبب باختناقات مرورية امتدت لعدة كيلومترات.
وفي مواجهة ترسانة أمنية ضخمة، لوّح المتظاهرون بالبقاء في الشوارع والميادين إلى ساعة متأخرة من الليل.
ويرفض المحتجون الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 دجنبر لاختيار خلف لبوتفليقة الذي استقال تحت ضغط الشارع والجيش. لكن السلطة تصر على المضي في هذه الانتخابات مقلّلة من أهمية التظاهرات الاحتجاجية، كما فعل رئيس الدولة الموقت، عبد القادر بن صالح لدى لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أسبوع، عندما وصف المتظاهرين بـ”بعض العناصر”.
وتوعد بن صالح في خطابه أمس الخميس، معارضي تنظيم انتخابات الرئاسة. وشدّد في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الـ65 لعيد الثورة، على أن “الدولة سوف تتصدى لكافة المناورات التي تقوم بها بعض الجهات”، دون أن يسميها.
وبنبرة حادّة قال الرئيس المؤقت: “لا يحق لأي كان التذرع بحرية التعبير والتظاهر لتقويض حق الآخرين في ممارسة حرياتهم والتعبير عن إرادتهم من خلال المشاركة في الاقتراع”.
واندلعت الحركة الاحتجاجية بعد ترشيح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة رغم مرضه الذي أفقده القدرة على الحركة والكلام.
وبعد دفعه لعدم الترشح ثم إلى الاستقالة في الثاني من أبريل، لم تتراجع الاحتجاجات واستمرت لتطالب برحيل كل رموز النظام الحاكم منذ 1962.