سيتولى بوريس جونسون رئاسة وزراء بريطانيا خلفا لتيريزا ماي وذلك بعدما فاز يوم الثلاثاء في المنافسة على زعامة حزب المحافظين.
وحصل جونسون على 92153 صوتا من أعضاء حزب المحافظين بينما حصل منافسه وزير الخارجية جيريمي هنت على 46656 صوتا.
وتعهد جونسون بقيادة بريطانيا للانفصال عن الاتحاد الأوروبي سواء من خلال اتفاق أو بدونه بحلول نهاية أكتوبر تشرين الأول.
هذا التَعهُّد جعل الكثير من المراقبين ووسائل الإعلام المحلية تعيد وصف قديم لازم جونسون في وقت سابق، باعتباره “قائد بريكست”، كما وصفوه أيضا بأنه “ترامب بريطانيا”، نظرا للتشابه بينه والرئيس الأمريكي سواء في المظهر الخارجي، أوطبيعة الشخصية حيث عرف رئيس الوزراء الجديد بتصريحاته المثيرة للجدل.
ومن حيث طبيعة الشخصية، عُرفَ رئيس الوزراء الجديد بتصريحاته المثيرة للجدل و”المتهورة” من أبرزها وصف المسلمات المنتقبات بـ”صناديق البريد” و”لصوص البنوك”، قبل أن يتراجع عنها لاحقًا ويعتذر.
كما شبه المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، هيلاري كلينتون، “بممرضة سادية تعمل في مصحة للأمراض العقلية”.
بريكست
يُعدّ جونسون من أشد المناصرين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وخلال حملته الانتخابية لاختياره رئيسًا لحزب المحافظين، وعد الرجل بتحقيق بريكست في نهاية أوكتوبر المقبل.
وقال آنذاك، إنه لا يخادع عندما يقول إن المملكة المتحدة، ستغادر الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر المقبل، دون اتفاق.
وكان جونسون مرشحا لرئاسة الوزراء بعد ديفيد كاميرون عام 2016 لأنه القائد الأبرز في حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا أنه انسحب في آخر لحظة، بعدما تخلى عنه زميله، وزير العدل، مايكل غوف، ورشح نفسه لكنه خسر في نهاية المطاف، بحسب ”بي بي سي”.
علاقته بالولايات المتحدة
يحرص جونسون على الحفاظ على علاقة قوية مع الولايات المتحدة، وذكرت وسائل الإعلام البريطانية أنه يبحث القيام بزيارة لها للاجتماع مع ترامب في مستهل فترة ولايته.
وبدا إحجامه عن استعداء ترامب واضحًا في وقت سابق من الشهر الجاري، عندما تقاعس عن الدفاع عن السفير البريطاني في واشنطن بعد تسريب مذكرات دبلوماسية إلى إحدى الصحف، وصف فيها كيم داروك إدارة ترامب بأنها ”رعناء“.
وبدلًا من ذلك، قال جونسون إنه تربطه علاقة طيبة مع البيت الأبيض، وإن ”من المهم للغاية أن تكون لنا صداقة وثيقة وشراكة وثيقة مع الولايات المتحدة“.
إيران
سبق أن قال جونسون، إن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 يبدو ”واهيًا على نحو متزايد“، وإن من الضروري التوصل إلى سُبل لتحجيم ”السلوك المزعزع للاستقرار“ الذي تتبعه إيران والتواصل مع الإيرانيين والسعي لإقناعهم بأن عدم تطوير برنامج للتسلح النووي هو السبيل الصحيح للسير قدمًا.
ولم يبدِ جونسون حتى الآن، أي مؤشر يذكر على الاقتراب من نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأكثر تشددًا، بل قال إنه يتفق في الرأي مع الموقف الذي اتخذته الدول الأوروبية تشجيعًا للعودة إلى الدبلوماسية.
وأوضح أنه في المرحلة الحالية لن يؤيد العمل العسكري.
هواوي
وتسبب تنحي ماي في تعطل اتخاذ قرار نهائي بشأن ضم هواوي إلى شبكة الاتصالات البريطانية جي5 (الجيل الخامس).
وقال جونسون، إن من الممكن أن تكون هناك فوائد كبيرة من الاستثمار القادم من دول أخرى، لكنه لن يساوم على البنية الأساسية للأمن القومي لبريطانيا.
وأضاف ”لا تنتظروا مني وأنا رئيس للوزراء أن أفعل أي شيء للمساومة على قدرة أجهزة مخابراتنا الرائعة على تبادل المعلومات مثلما تفعل، خاصة مع شركائنا في العيون الخمس، ومن ثم فهذا هو المبدأ الذي سيوجهنا“.
ويشير جونسون بتعبير العيون الخمس إلى تحالف خماسي قائم بين بريطانيا وكل من الولايات المتحدة وأستراليا وكندا ونيوزيلندا.