تتخلل الاحتجاجات، التي تشهدها الجزائر لمطالبة النظام بالرحيل، مشاهد السخرية، حيث ينتهز المتظاهرون الفرصة للتعبير عن غضبهم بطريقة مضحكة وساخرة.
ويشكل “الكاشير” رمزا لما يسميه العديد من الجزائريين بـ”الشيتة”، وهو تحمس شديد للسلطة، وسيلة للاستهزاء، حيث صار الحاضر الذي لا يغيب في كل المسيرات السلمية المنظمة منذ 22 فبراير الماضي، سواء عن طريق صور يرفعها المتظاهرون على شكل شعارات أو من خلال حمله في الشارع.
ويربط الجزائريون بين “الكاشير” والفساد والرشوة، منذ إعلان حزب جبهة التحرير الوطني “الحزب الحاكم في البلاد”، ترشيح بوتفليقة لعهدة خامسة، بالقاعة البيضاوية “مركب محمد بوضياف بالعاصمة”.
وبثت قنوات تلفزيونية محلية وقتها، نقلا على لسان بعض الشباب، عدم علمهم بسبب استقدامهم من ولايتهم التي يقطنون بها على متن حافلات، حيث تعرض عدد كبير منهم للخداع كما تم تناقله، بينما تحدث آخرون أن المنظمين قدموا لهم وجبة غداء تتكون من “سندويتشات” خبز به “كاشير”، ومنذ ذلك الحين، تحول هذا الصنف من اللحوم الباردة إلى رمز للفساد في البلاد.
ويشار إلى أن المظاهرات والمسيرات في بلاد العسكر ضمت مجموعة من المشاهد، التي تعبر عن تغير القناعات السائدة، إذ حمل البعض الزهور، ونشر الأمل، فضلا عن العديد من المشاهد الساخرة من الوضع السياسي والاجتماعي المتردي في البلاد.