وسط الحراك الشعبي القائم بالجزائر، من أجل التغيير وإبعاد قوى الفساد والاستبداد عن السلطة، سلط الإعلامي والكاتب حسن السوسي، الضوء على أهم ما يميز انتفاضة الشعب الجزائري، عن ما سمي بثورات الربيع العربي، والسر وراء نجاحها وصمودها.
السوسي، سجل في حلقة جديدة من برنامجه ”من بعيد.. ولكن”، أن الشعب الجزائري، استوعب الدرس مما عرف بـ”الربيع العربي”، وتمكن من تجاوز الأخطاء التي وقعت فيها شعوب عربية أخرى، وقدم في المقابل، درسا بليغا في المسؤولية.
وأوضح أن هذا الدرس، يتمثل في كون المسيرات وكل الأشكال الاحتجاجية المنظمة ضد الولاية الخامسة لعبد العزيز بوتفليقة، ثم ضد التمديد لولايته الرابعة، تمت في أجواء سلمية حضارية، بعيدا عن العنف والفوضى، ولم تتخللها أي أعمال تخريب وإلحاق ضرر بممتلكات أو مؤسسات.
وتابع مضيفا ”هي انتفاضة جماهيرية سلمية، وليست انتفاضة تخريب أو عنف أو فوضى أو تدمير، وهذا يحسب للشعب الجزائري، لأنه أظهر بذلك استيعابه الدرس من الربيع العربي، ومن العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر قبل هذا الربيع”.
وإضافة إلى الطابع السلمي الحضاري للحراك، يعتبر السوسي، أن كثافة المواطنين الجزائريين المشاركين فيه، ميزة أخرى تقويه وتمكنه من الصمود إلى حين انسحاب النظام الحالي، من السلطة.
وفي ذات السياق، لفت الكاتب الملم بشؤون المغرب الكبير، الانتباه إلى أن صوت الشارع الجزائري، فضح معسكر بوتفليقة أمام العالم، ودفعه للاستجابة رغم أنفه لمطلب إلغاء الولاية الخامسة، ”لكن هذه الاستجابة عرت رغبة في الاستمرار في السلطة حتى وإن وكان الوضع غير شرعي ولا ديمقراطي، والدليل هو أن الولاية الرابعة ما زالت مستمرة” يردف موضحا.
وفي ظل كل هاته التطورات، قال حسن السوسي، إن الرسالة التي ينبغي التأكيد عليها، هي أن الشعب الجزائري، فضح مناورات نظام متحكم في السلطة منذ عقود، وكشف تحضره ورغبته في التغيير بوعي ومسؤولية.