تشهد الجزائر، زلزالا سياسيا غير مسبوق خلط أوراق القوى المتحكمة في السلطة لعقود، وجعل نجاح سيناريو الولاية الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ضربا من ضروب الخيال.
ووسط الحراك الشعبي ضد الولاية الخامسة الذي هز كل ولايات بلاد العسكر، بل وعبر الحدود ليصل عواصم عالمية من قبيل باريس، انتفضت أسماء بارزة بالمشهد الإعلامي الجزائري، في وجه النظام، معلنة ضم صوتها لصوت الشعب، انتصارا للمهنية.
وحسب معطيات مؤكدة، فإن عددا من الصحافيين العاملين بمنابر إعلامية رسمية، قدموا استقالاتهم من مناصبهم، تعبيرا عن رفضهم لمواصلة تغطية إعلامية غير موضوعية تقلب الحقائق، وتغض الطرف عن الحراك القائم.
ومن أبرز الأسماء المستقيلة، مريم عبدو رئيسة تحرير بالإذاعة الوطنية التي أكدت رفضها التعتيم الإعلامي الحاصل، وأنس جمعة مدير الأخبار بقناة البلاد، الذي تحدث بدوره عن عدم قبوله مواصلة الكذب على الشعب، وأقر بأنه كان مسؤولا عن التعامل غير المهني مع التظاهرات ضد الولاية الخامسة.
ولم يتوقف الأمر عند استقالات فردية، بل إن صحافيين عاملين بالإذاعات الجزائرية، وجهوا مراسلة لمدير الإذاعة الوطنية، يعبرون فيها عن احتجاجهم على الضغط الذي يعانون منه في قاعات التحرير، وتقييدهم بتعليمات غير مهنية.
ومن أقوى العبارات التي تضمنتها المراسلة المذكورة، ”نحن في خدمة الشعب ولسنا في خدمة الصحفيين التابعين للدولة”.
من جهة أخرى، فإن اتساع رقعة الاحتجاجات ضد الولاية الخامسة، ونجاح الشعب الجزائري، في إيصال صوته الرافض للتحكم، إلى العالم، أفقد الرؤوس الكبيرة بالجزائر، صوابها، حيث تجري حملة إقالات بالمنابر الإعلامية الرسمية، لأسباب معلوم منها القليل، ويجعل منها الكثير.
وقد جرى في هذا السياق، كما أكدت مصادر إعلامية، إقالة مدير الأخبار بالتلفزيون الجزائري عادل سلاقجي، وتعويضه في زمن قياسي بمدير آخر، بسبب تحدث البعض عن كونه مرتبطا بأسلوب التعاطي مع الاحتجاجات.