في خطوة غير مسبوقة، قاطع مصلون جزائريون، صلاة الجمعة، احتجاجا على خطب انتقدت المظاهرات الرافضة لترشح الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي مصلين في أحد مساجد الجزائر، وهم يخرجون من المسجد قبل صلاة الجمعة.
وأكدت تقارير إعلامية أن مقاطعة الصلاة احتجاجًا على الخطبة حدثت في مساجد عدد من المحافظات وهي: “باتنة، وعنابة، وبجاية، والجزائر العاصمة، وسطيف، وتيزي وزو”.
وأمرت وزارة الأوقاف قبل أيام أئمة المساجد بتوحيد خطب الجمعة، وحصرها في “الدعوة إلى الحفاظ على المكتسبات الوطنية، وحماية الدولة، والولاء للوطن، وعدم الانسياق وراء نداءات الفتنة”، حسب تعليمات صادرة عن وزير الشؤون الدينية محمد عيسى.
وفي خطوة خسيسة هدفها استغلال الدين بشكل بشع لأغراض سياسوية، طالبت الوزارة بتذكير الناس بالنتائج المأساوية للفتنة من خلال استحضار أحداث عاشتها الجزائر قبل سنوات أو تعيشها حاليا بعض الدول العربية وإسقاطها بطريقة فجّة وخارجة عن السياق على ما يقع حاليا في الجزائر، بغية إقناع المتظاهرين بإخلاء الميادين والساحات.
وتحاول العصابة الحاكمة بالجزائر استثمار منابر البلاد لأغراض الدعاية السياسية والترويج لتوجهات معينة هدفها الإبقاء على بوتفليقة الرجل الحي – الميت في السلطة.
ولأجل هذا الغرض أوصت وزارة الشؤون الدينية الجزائرية، في توجيهاتها بإقناع المواطنين بـ”عدم الانسياق وراء دعوات الاحتجاج المنتشرة بوسائل التواصل الاجتماعي”، زاعمة أن أصحاب هذه المبادرات مجرد “أعداء للوطن وزنادقة”، غير أن الحقيقة تقول إن المحتجين هم فئة جد عريضة من الشعب الجزائري تبحث عن الكرامة وترفض الاستبداد.