يحرص موقع “ألجيري باتريوتيك” الذي تعود ملكيته إلى لطفي نزار، ابن الجنرال الجزائري المتقاعد خالد نزار، على مهاجمة المغرب والمس بوحدته الترابية بين الفينة والأخرى، على نحو يفتقد لمصداقية الخبر وقوة المصدر.
ولا ينفك الموقع الذي يخلو خطه التحريري من المهنية والجدية في التعاطي مع المعلومات، عن تكريس صور قاتمة عن المملكة المغربية بغية التشويه والتحريف للحقائق، مقابل تصدير أزمة الجزائر ورد أسباب تراجعاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى المغرب، في صيغة قد تتضح للقارئ المتمعن، أن الأخبار المتداولة هي نسج خيالات واسعة لا تمت صلة بالحقائق.
وتتأسس أهداف موقع “ألجيري باتريوتيك” على الترويج بشكل مستمر لإدعاءات وإشاعات مظلمة ومناوئة للمغرب كبلد يتمتع بالحرية والديمقراطية، بموازاة نشر صور “لامعة ومضيئة” عن الجزائر -البلد المهزوز- للإيهام بوجود استقرار سياسي واجتماعي واقتصادي، وترسيخ أن ما غير ذلك هو بسبب المغرب، وإن كان العكس صحيحا.
ورجوعا إلى سند الموقع، للوقوف عند حقيقة متنه، فإن تأسيسه كان على يد نجلي كل من الجنرالين الدمويين خالد نزار، ومحمد مدين المدعو توفيق- وفق إستراتيجية قذرة متحاملة على المغرب وسيادته.
وتعد الشراكة بين نجل الجنرال خالد نزار ونجل الجنرال دموي تجسيدا حقيقيا لقضية “جمهورية الأبناء” المثيرة للجدل بدولة العسكر والتي تناولتها صحيفة “الوطن” في تحقيق مطول قبل أشهر.
تصدير الأزمة
إن المتتبع لهذا الموقع الجزائري، سيتوصل للوهلة الأولى أن المغرب هو “شوكة في حلق” دولة العسكر، حيث لا يمكن لهذه الأخيرة ابتلاعها أمام النجاحات المستمرة والمكاسب المحققة للمملكة المغربية، لتمثل “عقدة ” حري ترجمتها على الأقل بخطابات عدائية مغيضة، تخفف عن الجزائر وطأة التقدم الواضح للمغرب في كل المجالات.
وتحقيقا لمصداقية “مزعومة” ينكب الموقع على توجيه الرأي العام الجزائري عبر أخبار زائفة بأن المشاكل القائمة والحادة في الجزائر هي نتاج مساعي المغرب للتشويش على الجزائريين كأنه البلد المسؤول عن تقاعس إرادة كاملة للجزائر عن التطور والنماء، ولأن فاقد الشيء لا يعطيه، يترنح الجزائر ترنح مسعور لا علاج له.
ولأن هذا ليس إلا غيض من فيض، فلا بأس من استحضار بعض المحاولات المخجلة للموقع في التشويه بالمغرب، عبر نشره يوم الخميس 14 فبراير الجاري مقالاً يدعى فيه أن ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي قد التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على هامش أشغال مؤتمر “وارسو”، وهو ما نفاه بوريطة في تصريحات صحفية سابقة.
وفي السياق ذاته زعم نفس الموقع قبل أيام أن مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري قد “مات” وانتهى دون رجعة، وهو أمر غير صحيح، وفق دراسات مازالت جارية تتعلق بالمشروع حسب تصريحات رسمية لوزير الطاقة والمعادن المغربي عزيز الرباح، تفند جملة وتفصيلا القصاصات الصحفية الملفقة ضد المشروع الضخم.
لماذا كل هذا الحقد؟
بالرجوع إلى هوية أصحاب موقع “ألجيري باتريوتيك” تحت إدارة لطفي نزار ابن الجنرال الجزائري المتقاعد خالد نزار، يستخلص القارئ بجلاء أن “أسباب النزول” تنم عن حقد دفين لوحدة المغرب الترابية، فالرجل متشبع ببيئة دموية قامت على اغتيالات عسكرية احترف فيها والده خالد نزار، حتى أشهد له بالكفاءة في الحرب الأهلية الجزائرية “العشرية السوداء” التي خلفت آلاف الضحايا ومآسي إنسانية كبيرة خلال تسعينيات القرن الماضي.
وقد تسببت هذه المجازر التي ارتكبها الجنرال خالد نزار في اعتقاله سنة 2017 عندما حل بجنيف السويسرية، ليجري حينها التحقيق معه من طرف المدعي العام بتهمة الاشتباه في ارتكاب “جرائم حرب”.
والأكيد أن ابن خالد نزار صاحب هذا الموقع العدائي ورث عن أبيه هذه العقدة المتوغلة في عقلية العسكر الجزائري والتي يحاول تطبيقها عبر مقالات مسمومة هدفها التشويش على نجاح الدبلوماسية المغربية التي يقودها الملك محمد السادس.
من هو لطفي نزار؟
يقدم لطفي نزار، ابن الجنرال الجزائري المتقاعد خالد نزار نفسه للرأي العام عبر موقعه “ألجيري باتريوتيك” على أنه رجل أعمال ناجح يسعى إلى خدمة بلده وتطوير اقتصاده ومهاجمة أعدائه، لكن الحقيقة تخفي غير ذلك، فالرجل متورط في قضايا الفساد والتهريب وتبييض الأموال.
ففي كثير من الأحيان ما يجري تداول قصة فضيحة مالية مشوبة بالاحتيال والتزوير بطلها لطفي نزار، ابن الجنرال الجزائري المتقاعد خالد نزار.
ومن بين الفضائح المالية التي تم تفجيرها حول لطفي نزار والذي يملك الجنسية الفرنسية هي أن هذا الرجل أنشأ شركة تدعى Immoal investments بتاريخ 19 / 12 / 2016 بمدينة برشلونة الإسبانية برأس مال قدره 200.000.000 يورو وفقا لمعلومات دقيقة تم تسريبها.
بأي طريقة جاء لطفي أو “الابن البلطجي” كما يسمونه في الجزائر بكل هذه الأموال مع العلم أن الرجل لم يحصل حتى على شهادة الباكالوريا؟ سؤال قد يكون جوابه أن لا علاقة للعلم بالمكاسب المالية، إلا أنه بالاستناد إلى “واقع نشأته” يمكن الإقرار بأن الترعرع وسط عائلة احترفت التهريب وتبييض الأموال لن يستثنيه أن يكون حاملا لمشعل والده ليواصل نهجه.
وحيث إن الرجل امتلك سلفا أرضا خصبة للإغتناء دون عناء، حاول بأسلوبه المشبوه توسيع مشاريعه من خلال شركة مختصة في البناء والترفيه والتيسير العقاري كمسير وحيد لها، دون أن يكون للجزائريين نصيب في فرص الشغل، مادامت مقامة خارج الحدود.
وربما لأن “المال قد يعلو على السلطة”، فإن الرجل حول أموال طائلة خارج دولة العسكر، وربما لم يتعثر دفع الضرائب لدى الإدارة الجنائية الجزائرية مقابل التحويلات التي مازال تشوبها استفهامات كثيرة، من قبيل هل السلطات الجزائرية خولت له ذلك دون قيود؟ في حين يمنع العديد من المواطنين الجزائريين من فعل ذلك؟ أم هناك حاجة في نفس يعقوب قضاها عبر هذه التحويلات بمعزل عن التدقيق فيها؟
وبالاعتماد على وثائق رسمية فقد تضاعفت مؤخرا استثمارات لطفي نزار في اسبانيا، حيث يملك الرجل أرضا غير مستغلة مساحتها 6031 متر مربع، تقع بمنطقة أمتيلا الساحلية، والتي تعتبر مدينة سياحية بمحافظة تاراغون بكاتالونيا. في وقت يمنع القانون امتلاك أصول نقدية مالية، وعقارية في الخارج انطلاقا من أنشطة قائمة في الجزائر.
فضائح متتالية
يوم 1 يوليوز 2018، فجّرت الصحافية الجزائرية الشهيرة، ليلى حداد، مفاجأة من العيار الثقيل، اعترفت فيها بأنها الإبنة الخفية للجنرال المتقاعد، خالد نزار.
وكتبت حينها ليلى حداد تدوينة عبر حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، رسالة موجة إلى لطفي نزار، ابن الجنرال خالد نزار تحت عنوان كشف المستور، قالت له فيها: “أخي غير الشقيق لطفي، أنت تعرف جيدا أنني لست بلجيكية ولا فرنسية ولا لبنانية ولا من طاطاوين، أنا ابنة أبيك!”.
وفي هذا السياق، نشر موقع “سي. آن. بي نيوز” الذي تشرف ليلى حداد على رئاسة تحريره، معلومات تفيد بأنها هي ابنة نزار من امرأة سعودية تنحدر من منطقة الدمام، تعرف عليها ببشار أثناء فترة خدمته هناك، حيث اتفق الطرفان على إبقاء نسب البنت سرًا بطلب من الأم، إلا أن خلافا أخيرا بخصوص الميراث يكون قد نشأ بين ليلى حداد ولطفى نزار، حسب ذات الموقع، عجل بكشف الحقيقة، حيث شرعت ليلى في إجراءات قضائية لضمان حقها.
أسرة نزار في قفص الاتهام
ويواجه وزير الدفاع الأسبق الجنرال الجزائري المتقاعد خالد نزار مشكلة كبيرة، بعد أن قررت شركة أمريكية متابعته وأبناؤه أمام القضاء مطالبة بتعويضات تفوق الـ8 ملايين دولار.
ورفعت الشركة الأمريكية “وزارة أل أل سي”، دعوى قضائية ضد الجنرال المتقاعد خالد نزار وأبنائه، بسبب تهربهم من ديون ومستحقات فاقت قيمتها 8 ملايين دولار.
وتعود ملكية شركة “الحلول في عالم الاتصالات اللاسلكية”، لمواطن أمريكي من أصول جزائرية يدعى مولود مغازي، والذي يشغل بالتوازي منصب مدرس في جامعة سيراكيوز، وقد ساعد شركة نزار في إطلاق أول شبكة “واي ماكس” في الجزائر من قبل شركة سنة 2005، وكان اسمه مدرجا في السجل التجاري لشركة “أس أل سي” كعضو في مجلس الإدارة قبل أن يتم طرده من الشركة.
ويقع المقر الرئيسي لشركة “وزارة أل أل سي” في نيويورك، وله نشاط متخصص في مجال إيجاد وتقديم حلول للإنترنت اللاسلكية، وقد ربطها عقد للتعامل مع الشركة المملوكة للجنرال المتقاعد خالد نزار وأبناؤه والمسماة “رابط الاتصال الذكي”.
للإشارة فإن التعويضات التي تطالب بها المؤسسة الأمريكية، هي المقابل المالي للخدمات التي أسدتها لمؤسسة نزار منذ سنة 2003.
وفي هذا السياق، أطلق البروفيسور والباحث في مجال الاتصال اللاسلكي مولود مغزي نداء استغاثة وهو ضحية نصب واحتيال وتزوير من فعل الجنرال المتقاعد والرقيب السابق بالجيش الفرنسي وأبنائه.
وأكد عبر هذا النداء أن هو تكلف بإدخال تكنولوجيا WiMAX إلى الجزائر عبر شركة SLC، كما استقدم شركة أمريكية CHASS, LLC تعمل في نفس المجال الخاص بالإلكترونيات والساتلايت وكذا الانترنت كما تقوم هذه الشركة بتدريب المتعاملين معها على تكنولوجيا الأجهزة التي تنتجها.
وشدد مغزي قائلا: “وقعت ضحية نصب واحتيال من طرف الجنرال المتقاعد خالد نزار. على أساس أنني أملك نسبة من شركة SLC حسب مساهمتي فيها، وقد جهزت الشركة وكونت العاملين فيها لكن للأسف اكتشف مؤخرا أنني موجود في العقد التأسيسي لهذه الشركة بنسبة قليلة جدا مع العلم أنني لم أتنقل للموثق ولَم أشارك أصلا في تدوين العقد”.
واكتشف الباحث مغزي أن المشكو منه سلم معظم الأسهم لأسرته دون علمه.
وحيال هذه التطورات الخطيرة، قدم البروفيسور والباحث مغزي شكوى رسمية مصحوبة بادعاء مدني على أساس التزوير في محررات رسمية والنصب والاحتيال والفساد بالمعني وكل المساهمين في العقد المزور.
القافلة تسير والكلاب تنبح
الحقيقة التي يسعى لطفي نزار مالك موقع “ألجيري باتريوتيك” إلى تجاهلها هي أن غاياته العقيمة تنحو به دائما في متاهات ملتوية تفقده السيطرة على حجب – وهي قناعة داخلية لا يعترف بها- أن المغرب يتطور ويتقدم في كل المجالات بإرادة ملكية وإرادة شعبية وبشهادة الجزائريين أنفسهم، غير أن لطفي عبر موقعه لا يستطيع صد هلوساته التي أراد أن يخفف حدتها بنسخ تقارير وقصاصات مصطنعة وسخيفة تعكس حقدا عميقا من “نجاح المغرب”، يعن هلوسات قدم بأرادة وقته في نسج تقارير مفبركة حول المغرب لتقديمه أمام الرأي العام الجزائري على أنه بلد يعاني، لكن الحقيقة تقول غير ذلك.
وكأي قصة نجاح، فإن الطرف الخاسر لن يتقبل الهزيمة، والمغرب هنا يواصل نجاحاته رغم سعى الجزائر الدائم إلى الاصطياد في الماء العكر، ومحاولته زعزعة استقراره من جهة، ثم إخفاء فشل نظام العسكر الذي لازمه في السنين الأخيرة من جهة ثانية.
والأكيد أن هذه السياسية القذرة القائمة على التشويش والتي يتبعها موقع “ألجيري باتريوتيك” وباقي المنابر الإعلامية الممولة من جيوب الاستخبارات الجزائرية لن تثني إرادة المغرب في مواكبة مصاف الدول المتقدمة، ليكتفي المغرب بنفسه عملا بأن “الكلاب تعوى والقافلة تسير، قل ما شئت بمسبتى، فسكوتى عن اللئيم هو الجواب، لست عديم الرد، لكن ما من أسد يجيب على الكلاب”.