تساءلت مجلة “دير شبيجل” الألمانية، في مقال تحت عنوان “لماذا تعتمد النخبة في الجزائر على رئيس مسن؟”، عن سبب تمسك النخبة في الجزائر بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يبلغ من العمر 81 سنة، وحالته الصحية متدهورة للغاية، فهو بالكاد يظهر أمام الرأي العام، كما تساءلت “من هو الحاكم الفعلي للجزائر على أرض الواقع”، واصفًة الحكومة في بلاد العسكر بالـ”صندوق الأسود”.
ولفتت المجلة، في تقريرها، إلى أنه بالرغم من الحالة المرضية الحرجة لبوتفليقة، لا تزال النخبة السياسية في بلاد العسكر تتمسك به كرئيس للبلاد، مضيفة أنه “في شهر أبريل المقبل ربما نشهد إعادة انتخابه لفترة خامسة”.
وطرحت المجلة تساؤلا: “من يحكم حقا في الجزائر العاصمة؟”، مشيرة إلى الملصقات الانتخابية الرسمية للرئيس الجزائري الراهن والمرشح في الانتخابات الرئاسية لفترة خامسة، التي تصوره ذا صحة جيدة وخدود وردية، وعينين مصممتين وابتسامة متفائلة، لكن هذه الملصقات الانتخابية، لا تمت للواقع بصلة.
وتابع الكاتب والصحافي الألماني، كريستوف سيدو، أن بوتفليقة الذي حكم بلاد العسكر منذ عام 1999، يعاني الآن من مرض خطير، ويجلس على كرسي متحرك لسنوات ويواجه صعوبة في النطق، ففي عام 2013، عانى من سكتة دماغية، ومنذ ذلك الحين يظهر بالكاد في أمام الرأي العام.
وأوضح الكاتب، في مقاله أن”في السنوات الأخيرة، لم يقابل بوتفليقة رؤساء الدول الأخرى، بسبب صحته التي لا تسمح بإجراء محادثات، مثل لقاء مع أنجيلا ميركل في عام 2017”.
وأعيد انتخاب بوتفليقة في عام 2014، على الرغم من أنه لم يظهر ولو مرة واحدة في الحملة الانتخابية، وهذا بالضبط ما يتم تكراره الآن، حيث أعلن، يوم الأحد الماضي، الترشح الرسمي للرجل البالغ من العمر 81 سنة، لفترة ولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقررة في بلاد العسكر في 18 أبريل المقبل.
وتابع: “بوتفليقة لم يظهر هذه المرة أمام الكاميرات بنفسه، فبدلا من ذلك، أرسل بيانا مكتوبا يقول فيه “بالطبع ليس لدي نفس القوة المادية كما كان من قبل، لكنى لدى رغبة راسخة في خدمة الأرض، ستجعلني أتغلب على الصعوبات المرتبطة بالمرض”.
ويرى الكاتب أن فرص إعادة انتخاب بوتفليقة كبيرة، لا سيما أن شبكة السياسيين والجنرالات ورجال الأعمال، المعروفة باسم “البويروا”، منذ الاستقلال في عام 1962، لا يمكنها ببساطة أن توافق على خليفة له، ولا حتى نائب للرئيس، لذا تدفع مرة أخرى رئيس الدولة القديم إلى الأمام.
وطرح الكاتب سؤالا حول “من يحكم الجزائر على أرض الواقع؟”، ليجيب بأن “الحكومة في الجزائر العاصمة تشبه الصندوق الأسود”.
وأشار إلى أن صراع القوة ينكشف وراء الكواليس، لأن الرجل الذي يستفيد إلى حد كبير من ترشح بوتفليقة هو الجنرال أحمد قايد صلاح رئيس أركان الجيش الجزائري، الذي صرح علانية عدة مرات في الأشهر الأخيرة بأنه يرحب بترشيح متجدد للرئيس الجزائري.
وأضاف أن منافسه الرئيسي، وهو سعيد بوتفليقة، الأخ الأصغر سنا لرئيس الدولة وأقرب مستشاريه ويمثله مرارا وتكرارا في المناسبات الرسمية، تروج شائعات حوله في الجزائر العاصمة، بأنه مريض بالسرطان.