في مشهد لا يمت بالديمقراطية بصلة، حشد حزب “جبهة التحرير الوطني” الجزائري اليوم السبت، آلاف المناصرين، أغلبهم تم جلبهم بطريقة مشبوهة لإظهار شعبية وهمية لهذا الكيان السياسي وقادته أمام الرأي العام بالجزائر وللإعلان رسمياً عن ترشيح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة.
وتسبب هذا الحدث الذي احتضنته القاعة “البيضاوية” بالعاصمة الجزائر، في فوضى عارمة تمثلت في احتجاز المواطنين لساعات في مركباتهم، أو عبر وسائل النقل بسبب تنقل آلاف الأنصار المزعومين من بلدات مختلفة صوب العاصمة، وهو مما خلق حالة من التذمر في صفوف المواطنين نتيجة الضغط على الممرات والشوارع، لاسيما وأن هذا النشاط يتزامن مع يوم عطلة نهاية الأسبوع.
أما داخل القاعة “البيضاوية” فكانت الفضيحة أكبر بكثير، عنوانها تنظيم عشوائي وحمل لافتات لا علاقة لها بفحوى اللقاء، ليختتم هذا المشهد بسقوط وزراء وعدد من المسؤولين جراء التدافع بين المناصرين “الوهميين” بطريقة همجية.
وتناقل رواد منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق هذه الفوضى، والتي لم تكن في حسبان منسق هيئة تسيير الحزب معاذ بوشارب.
ولاق هذا التجمع استنكار شريحة واسعة في المجتمع الجزائري.
وحيال ذلك، قال نشطاء في تعليقات وتدوينات إن “الحملة الانتخابية ليست عادلة بين جميع المترشحين في البلاد، فكيف لمرشح “عاجز” في إشارة إلى بوتفليقة، أن يُسخّر له كل الإمكانيات المتاحة وغير المتاحة، بينما يعاني باقي المترشحين في ظل الإمكانيات المحدودة؟”. مؤكدين أن كل هذه الترتيبات ما هي إلى مجرد مسرحية هدفها الإبقاء على بوتفليقة والذي لا يعي ما يجري من حوله في منصب الرئيس.