تجاوز عدد المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية في الجزائر 32 مرشحا تقدموا إلى مكاتب وزارة الداخلية لسحب استمارات الترشح، ما وصفه كتاب وصحافيون بـ”تخمة الترشح” في بلاد العسكر.
وقال الكاتب والمفكر ،الجزائري، حميدة عياشي: “لقد وصل الجزائريون من خلال إيمانهم بعجزهم في تغيير الرئيس إلى خيار وحيد وهو أن يكونوا كلهم رؤساء افتراضيين، كل الجزائريين سيعلنون ترشحهم للانتخابات”.
وحول جزائريون إقبال سياسيين وشخصيات مستقلة على الترشح إلى مجال سخرية واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ من بين المرشحين زعماء أحزاب لم يظهر لهم أي نشاط منذ خمس سنوات.
وتعرف الاستخقاقات الرئاسية المقبلة في بلاد العسكر مواجهة بين الجيش و”المخابرات القديمة”، ما جعل بعض السياسيين يتحدثون عن “عسكرة” الانتخابات.
ويلاحظ المتتبعون للشأن الجزائري مواجهة سياسية غير معلنة بين أكبر قوتين في المشهد الجزائري في الوقت الحالي، وهما قيادة أركان الجيش التي أعلنت ولاءها للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يتوجه إلى الترشح لولاية رئاسية خامسة من جهة رغم عجزه الصحي، وما يعرف بـ”المخابرات القديمة”، التي يقودها المدير السابق لجهاز المخابرات الفريق محمد مدين، وتجمع كبار العسكريين والأمنيين، الذين تم استبعادهم من السلطة في الفترة الأخيرة من جهة أخرى.
وفي ظل الحظوظ الضئيلة للقوى والمرشحين السياسيين في إمكانية أداء دور بارز في التنافس الانتخابي، يتوقع أن تشهد بلاد العسكر خلال الأيام المقبلة، التي تسبق نهاية الآجال القانونية لغلق باب الترشح، ارتفاعا لحرارة السجال السياسي، بانتظار أن يعلن بوتفليقة عن موقفه بشأن الترشح للانتخابات الرئاسية من عدمه، وتتضح التحالفات بين المجموعات السياسية.