دعا الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، في مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إلى ضرورة أن يشهد الشرق الأوسط ثورة تعليمية وزيادة في عدد مدارسه وليس في عدد الدبابات والأسلحة، مؤكدا أن البلد الوحيد من بلدان الربيع العربي الذي شهد انتقالاً سلمياً من الديكتاتورية إلى ديمقراطية دستورية هو تونس، التي كان للمرأة فيها حقوق كبيرة.
وتابع أن “تونس هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي حققت الغايات التي كنا نرغب بها بشدة في العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن وأفغانستان، حيث إنها لم تكلف أمريكا سوى مستشارين عملوا هناك خلال السنوات الخمس الماضية، ونحو مليار دولار كمساعدات وثلاث ضمانات قروض منذ الثورة التونسية”.
واستطرد قائلا أن الله قد أنعم على تونس بقلة النفط في أراضيها، لذا كان عليها أن تستثمر في تعليم شعبها، مؤكداً أن تونس نجحت في خلق ثقافة حافظت على الثورة الديمقراطية.
وتساءل الكاتب توماس فريدمان “هل فشلت القوة الغاشمة في تحقيق أهدافها وحان الوقت لاستخدام القوة الناعمة؟ وهل يجب أن تركز أمريكا على الجامعات والبرامج التعليمية أكثر من السلاح؟”.
ويرى الكاتب أن على الولايات المتحدة أن تنفق ملياري دولار من 45 ملياراً ستوفرها من سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، هذا المبلغ القليل نسبياً، لإنشاء جامعات في العالم العربي كله، وإطلاق برنامج للمنح الدراسية بتمويل أمريكي، وتوسيع التأشيرات التي تمنح للطلاب العرب وخاصة النساء للدراسة في أمريكا، وتقديم منحة دراسية لـ5 آلاف طالب إيراني.
ويختم فريدمان مقاله بالتذكير بأن الولايات المتحدة اعتمدت، منذ أحداث 11 سبتمبر، بشكل كامل على القوة الصلبة، ومعظمها فشل في تحقيق الأهداف، وحان الوقت للانتقال إلى القوة الناعمة “نعم قد يستغرق الأمر وقتاً طويلا، لكن لم يكن هناك من خيار آخر”.