يفتح غياب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة المستمر عن الساحة السياسية منذ حوالي شهر ونصف، الباب أمام العديد من التساؤلات داخل المجتمع الجزائري.
ويتزامن غياب بوتفليقة مع تراجع الأصوات المطالبة بترشحه إلى الولاية الخامسة، في حين تتعزز فرضية تأجيل الانتخابات الرئاسية المقبلة يوماً بعد آخر.
ولم يتبق الكثير من الوقت أمام الرئيس الجزائري للتوقيع على قانون الميزانية لسنة 2019، وهو موعد لا يمكن تفاديه، كما أنه من الضروري بث صور عملية التوقيع التي تعقبها عادة صورة للرئيس مع الفريق الحكومي، خاصة وأن آخر ظهور للرئيس بوتفليقة كان في اليوم الأول من شهر نونبر الماضي، عندما تنقل إلى مقبرة العالية بالعاصمة لقراءة الفاتحة على أرواح ضحايا ثورة التحرير الجزائرية، وبدا متعباً أكثر من العادة.
وكانت تغطية التلفزيون الحكومي طويلة على غير العادة، دون أن يتحاشى من قام بالتصوير والتركيب بعض المشاهد التي كانت مزعجة وتظهر الوضع الصحي للرئيس.
ومنذ ذلك اليوم لم يظهر بوتفليقة، فلم يستقبل رئيس وزراء إيطاليا الذي زار الجزائر، كما أنه لم يستقبل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي كذلك، وهو ما فتح الباب أمام التساؤلات، خاصة في ظل مؤشرات أخرى، مثل تراجع الأصوات المطالبة بترشحه إلى ولاية خامسة، وتوقف ظهور أطراف جديدة تدعو إلى ما يسمى الاستمرارية، فضلاً عن ظهور أطراف تدعو صراحة إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية، التي من المقرر إجراؤها في الربيع المقبل، وأخرى لا تجد حرجاً في التأجيل، والغريب هو أن هذا الرأي عبرت عنه أحزاب تنتمي إلى التحالف الرئاسي ومحسوبة على الموالاة.
وتسيطر حالة من الضبابية على المشهد السياسي الجزائري، حيث يشعر الجميع أن هناك شيئا يطبخ في الكواليس، وأن هناك صراعات صامتة وأخرى تأخذ أشكال تصفية حسابات، ويبقى الجميع في حالة انتظار حتى تتضح الرؤية.