أثار لجوء السلطات المحلية لمدينة وهران الجزائرية إلى تغطية واجهات المباني المهترئة بمناسبة زيارة وفد عن الفاتيكان للمشاركة في طقوس تطويب الرهبان، الذين قتلوا خلال سنوات الإرهاب في الجزائر، سخرية الكثير بين الجزائريين.
وكانت وهران قد شهدت تطويب الرهبان، الذين اغتيلوا خلال سنوات الأزمة التي عصفت بالجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي، بما في ذلك رهبان دير تيبحيرين، الذين اغتيلوا سنة 1996، وظل اغتيالهم محل جدل واتهامات إلى السلطات الأمنية الجزائرية تارة بالقول إن عملية اختطافهم وتصفيتهم كانت مدبرة من طرفها، وتارة بالحديث عن قتلهم بالخطأ لما قام الجيش بقصف مواقع الجماعة الإرهابية الخاطفة.
وتزينت وهران لهذا الحدث، الذي شد انتباه الكاثوليكيين في كل أنحاء العالم، خاصة وأنها المرة الأولى التي يشهد فيها بلد إسلامي حدثا كهذا، ولكن ذلك لم يمنع وقوع بعض التصرفات الغريبة، والتي تحدث عادة في زيارات المسؤولين.
وعبر الحزائريون عن قناعتهم بأن السلطات المحلية لا تتحرك لتصليح أو تغيير أو تزيين أي شيء إلا إذا كانت هناك زيارة رسمية لمسؤول كبير، وبما أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بسبب المرض لم يعد يقوم بزيارات ميدانية فالمسؤولون المحليون غالبا لا يجدون ما يدفعهم إلى تزيين الشوارع والساحات العامة.
وشعرت السلطات المحلية بحرج من مرور وفد الفاتيكان بالقرب من الأحياء الشعبية في وهران، مثل حي سيدي الهواري، بسبب المباني المهترئة والتي لا تسر الناظرين، فلجأت إلى تغطية واجهات المباني بستائر ضخمة فيها رسم لواجهات بنايات نظيفة، حتى تمر الزيارة على خير، وهو خيار أثار استغراب وسخرية الكثير من سكان وهران، الذين اتهموا السلطات بالتقصير، وحرصهم فقط على الظهور بصورة جميلة ولو كانت مفبركة.