فشلت سياسات المصالحة، التي وضعتها الحكومة الجزائرية، في معالجة مصير الأطفال، الذين أبصروا النور في مخابئ المتمرّدين الجهاديين في البلد.
وبعد ثلاثة عشر عاماً على إقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وعلى الرغم من أن هناك أولاداً حصلوا على الاعتراف القانوني، إلا أنه لا يزال مئات آخرون محرومين من الاعتراف القانوني بهم ومن التعليم، ولا مستقبل لهم في مجتمع يبدو أنه ألقى بهم في غياهب النسيان.
وقد أبصر هؤلاء الأطفال النور، خلال النزاع، إثر زيجاتٍ تمت بالتراضي، لكنها تُعتبَر باطلة، إذ أُبرِمت عقود الزواج عبر الاكتفاء بقراءة الفاتحة، أو ولدوا في ظروفٍ متأتّية عن زواج تمّ بالإكراه أو عن اغتصاب.
ويصعب تحديد الأرقام الدقيقة، ليبقى هؤلاء الأطفال، الذين هم الآن في طور سن الشباب، عرضة لأزمات نفسية نتيجة التمييز الممارس عليهم في بعض فرص التشغيل، والشك المضروب عليهم لوضع غير مسؤولين عنه، ووراثة مفترضة لمشروع أيديولوجي متشدد، خاصة بالنسبة لأولئك الذين توقّف بهم قطار التعليم أو التكوين في منتصف الطريق، مما يجعلهم أرضية خصبة للارتماء في حضن ما ارتمى فيه أباؤهم.