خيم الهدوء الحذر من جديد على “حوش المخفي” بالرغاية شرق الجزائر العاصمة، عقب ليلة وصفها السكان بـ “المرعبة” على خلفية المناوشات المندلعة بين قوات الدرك الوطني ومتقاعدي الجيش المعتصمين بالمكان منذ الأربعاء الماضي ( 6 أيام).
ويروي سُكان حوش المخفي لوسائل الإعلام، أنهم عاشوا ليلة بيضاء وحالة من الخوف بعدما تطورت الأحداث بين المعتصمين وقوات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني.
وعن الأسباب التي تجعل متقاعدي الجيش يعتصمون في “حوش المخفي” بالرغاية شرق العاصمة، هو تعاطف سكان المنطقة كثيرًا مع هذه الفئة التي يعتقدون أنها قدمت الكثير للجزائر وعلى الدولة أن تنظر لمطالبها وتدرسها دون حساسية”.
وقادت التعزيزات الأمنية التي فرضتها مصالح الدرك الوطني، إلى مغادرة متقاعدي الجيش لـ”حوش المخفي”، بعدما قرّروا فض اعتصامهم مؤقتًا.
وتشهدت المنطقة إجراءات أمنية غير مسبوقة فرضتها قوات الدرك المنتشرة في الشوارع والطرقات، مرفوقة بشاحنات مكافحة الشغب، في وقت كانت مروحيات تحلق في سماء المنطقة وتتابع عن كثب تطورات الوضع.
وقبلها تعطلت حركة المرور في معظم الطرق المؤدية إلى الناحية الشرقية للعاصمة بسبب المسيرة التي قادها متقاعدو الجيش والذين تمكنوا من خرق الحصار المفروض عليهم في “حوش المخفي” منذ أيام، وتنظيم مسيرة على مستوى الطريق المؤدي للعاصمة.
وتواصل سد الطرقات من قبل مصالح الأمن ما تسبب في تذمر الآلاف من المواطنين القادمين من الجهة الشرقية للالتحاق بمناصب عملهم.
وأجبرت المناوشات التي وقعت بين المصالح الأمنية والمعتصمين متقاعدي الجيش الوطني الشعبي، على وقف الاعتصام، حسب تصريح نسيم حمشة منسق الجزائر العاصمة لمتقاعدي الجيش الوطني الشعبي، لمنابر إعلامية.
وأضاف أنه تم الاتفاق على توقيف الحركة الاحتجاجية التي باشروها منذ 6 أيام إلى غاية اتخاذ قرارات جديدة، مشيرا إلى أن عدد الجرحى قُدر بـ 300 شخص إلى حد الساعة، بعض إصاباتهم خطيرة استدعت إجراء عمليات جراحية فورية”.
ويرفع “متقاعدي الجيش”، عدة مطالب تتعلق بإعادة دمج الأشخاص الذين لا يزال سنهم يسمح لهم بالعودة إلى صفوف الجيش، والرعاية الطبية للعسكرين السابقين الذين أصيبوا أثناء فترة الخدمة، بالإضافة إلى زيادة منحة المعاش وتحسين الرعاية الاجتماعية.