دفع شبح “الكوليرا” بالجزائر والتخوف من مياه الصنابير، المواطنين إلى شراء المياه المعدنية التي أصبحت “حلم” بالنسبة للكثيرين نظرا لخلو المحلات منها بسبب الإقبال الكثير عليها.
وبعد إعلان وزارة الصحة الجزائرية تسجيل حالات إصابة بـ”الكوليرا”، استبدل المواطنون بالجزائر مياه الصنابير بالمياه المعدنية خشية إصابتهم بهذا المرض الفتاك، وهو ما تسبب في أزمة وندرة حادة على مستوى السوق.
وأكدت تقارير إعلامية محلية، أن هذا الاستنفار تسبب في نفاذ المياه المعدنية من المحلات التجارية بشكل سريع، كما خلق حالة من الخوف.
وأصاب الإعلان عن عودة المرض القاتل “الكوليرا” المواطنين بحالة خوف شديدة، مما دفع بجموع المواطنين الحائرين للبحث عن سبل الوقاية منه وأولها اجتناب شرب مياه الحنفيات.
وفي ظل هذا الوضع، اغتنم التجار الطلب على المياه المعدنية لرفع الأسعار، فبعدما كان سعر 6 قارورات “فار دو” بـ160 و170 “دج” حسب العلامة التجارية، رفع السماسرة الأسعار لـ200 “دج”، منتهزين الندرة الحادة وكثرة الطلب لجني الأرباح.
وفي هذا الصدد، أطلقت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، دعت من خلالها أصحاب المؤسسات المنتجة للمياه المعدنية لتخفيض الأسعار، كي يتمكن السواد الأعظم من المواطنين من شرائها والوقاية من الإصابة بالمرض، وهي الفرصة مثلما وصفتها المنظمة لهذه الشركات لإثبات حسها المدني.
وكان رئيس المجلس الوطني لأخلاقيات مهنة الطب وعمادة الأطباء الجزائريين، قد أكد في تصريحات صحفية، أن ظهور “الكوليرا” في الجزائر “عيب كبير”، لافتاً أن الجزائر التي تتباهى بوجود مستشفيات مجهزة بأحدث العتاد الطبي، ووجود 75 ألف طبيب، “لم تستطع التحكم في هذا الوباء، والذي غالبا ما يظهر في الدول المتخفلة التي لا تملك قنوات لصرف المياه القذرة”.