ندد المكتب السياسي لحزب طلائع الحريات بسعي النظام الجزائري إلى محاولة “طمس” الإخفاق والفشل وتقهقر الأوضاع، من خلال الخوض في إعداد حصيلة حسابية ضيقة لتبرير “ضرورة استمرارية النظام”، وذلك تحسبا للاستحقاق الانتخابي المقبل.
ورأى الحزب الذي يرأسه علي بن فليس، رئيس الحكومة الأسبق، في “النشاط المبالغ فيه من قبل دعائم السلطة السياسية المتطاحنة وزبائنها في فضاءات وسائل الإعلام العمومية محاولة للتغطية على الفراغ السائد في أعلى هرم الدولة”.
وأعرب المكتب السياسي للحزب، في بيان أصدره، عقب اجتماعه الشهري، عن تخوفه من أن تعود الجزائر “إلى العهود الغابرة التي كانت تتميز بتقديس العباد، مما يضر بما تبقى من مصداقية الدولة لدى المواطن وبصورة بلدنا في محافل الأمم”.
وتساءل المكتب السياسي عن مصداقية حصيلة النظام “التي تعد من قبل هؤلاء الذين بددوا أموالا طائلة من الريع البترولي بدلا من بناء اقتصاد متنوع وتحرير البلاد من التبعية للمحروقات”.
ولاحظ أن السلطة السياسية “لم تكن أكثر تسلطا وأن مجال الحقوق والحريات لم يعرف التضييق أكثر مما هو عليه الآن، وأن الحكامة لم تكن أكثر إخفاقا وأن التبعية الاقتصادية لم تكن أكثر إعاقة وأن المكانة الخارجية لبلادنا لم تكن أكثر انحطاطا مما هي عليه الآن”، مشيرا إلى أنه على الصعيد الاقتصادي هناك “غياب مسعى متجانس للحكومة لمواجهة الأزمة”.
وأوضح أنه في الوقت الذي تستمر فيه المؤشرات الاقتصادية في التدهور، “تتشبث الحكومة بحل التمويل غير التقليدي، بالرغم من مخاطر التضخم غير المتحكم فيه، و بانفراج محتمل لأسعار البترول التي تبقى مرشحة للتقلبات في أي و قت”.
وسبق لعلي بن فليس أن صرح أن الكثير من المؤشرات توحي أن السلطة ماضية في مشروع ولاية خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مشدداً على أن الولاية الخامسة إن تأكدت رسميا تمثل خطراً على البلاد واستقرارها، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالجزائر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأضاف في مقابلة نشرتها صحيفة “الوطن” أنه من الصعب القول بدقة إن كان مشروع الولاية الخامسة جدياً أم لا، خاصة وأن المعني الأول بالأمر لم يتحدث ولم يؤكد أو ينفي، وأنه نظراً للضبابية التي تسيطر على المشهد السياسي فإنه من الصعب تأكيد أي فرضية أو استبعادها، وأنه من الطبيعي أن زبانية النظام يروجون لولاية خامسة، لأن استمرار الوضع الحالي استمرار لمصالحهم، وهو ما يفسر، حسب بن فليس، المزايدات التي نشهدها منذ أسابيع بخصوص هذا الموضوع.
واعتبر أنه إذا ثبت “هلال” الولاية الخامسة فهذا يمثل خطراً على استقرار الجزائر، وسيزيد في حدة وتعقيد الأزمة الشاملة التي تعصف بالبلاد، وأنه سيكون بمثابة انقلاب سياسي والذي سيطيل الغموض الذي تعيشه الجزائر.