كشفت معطيات إعلامية عن التحركات الإرهابية الأولى التي كانت تقوم بها جبهة البوليساريو منذ سنة 1978، حيث قامت بأول هجوم لها على سفن الصيد بميناء “لاس بالماس”، يوم 9 شتنبر 1978، خلف أنذاك مئات القتلى والمصابين.
ونشر موقع “مركز أوروميد للتعاون والديبلوماسية المواطنة”، في عدد اليوم الأربعاء شريط فيديو مرفوقا بصور “المأساة”، جاء فيه أن “علاقة البوليساريو بالإرهاب تاريخية وليس وليدة الأمس” ،مشيرا إلى أن البوليساريو كان يقوم بأعمال قرصنة بحرية ضد سفن الصيد. وفي أواسط الثمانينيات ردت السلطات الإسبانية بصرامة على هذه الأفعال الإرهابية، حيث قررت إغلاق مكاتب الجبهة على أراضيها، وطرد ممثلها بمدريد أحمد البوخاري إلى الجزائر.
وأظهر الشريط الوثائقي، الذي أعده فريق “مركز أوروميد” أحد الشاهدين على تلك الحقبة الدامية، “فيرناندو ريوس كازو”، وهو يقف على الميناء ليقدم شهادته حول الأحداث، حيث أوضح أنه في الفترة ما بين 1977 و1987، كانت جمعية صيادي جزر الكاناري في خلاف حاد مع البوليساريو، فقررت هذه الأخيرة الانتقام عن طريق تفجير مراكب الصيد الصغيرة، التي كانت تخرج إلى السواحل المغربية، مستثنية السفن الكبرى. وهو الحادث الإرهابي الذي ذهب ضحيته عدد من الصيادين الصغار، متسببا بذلك في مأساة حقيقية لعدد من الأسر بجزر الكناري، التي فقدت معيليها وعدد من أبنائها، الذين كانوا ينطلقون للعمل في البحر في سن مبكرة.
وذكر المتحدث بالشريط أن عمليات البوليساريو الإرهابية لم تتوقف عند مراكب الصيادين، بل عمدوا أيضا إلى مهاجمة سفينة حربية تابعة للجيش الإسباني.
وبهذا تكون لجبهة البوليساريو سوابقها في عالم الإجرام والإرهاب بشهادة ممن عاشوا تلك الحقبة، والتي دشنتها بالاعتداء الدامي والشنيع على الصيادين الاسبان الصغار، يوم 9 شتنبر 1978.