بات الحراك الأمازيغي في الجزائر، والذي يحمل جملة من المطالب السياسية والدستورية لصالح الهوية الأمازيغية، يفرض نفسه في الحياة السياسية الجزائرية، خصوصاً مع تزايد وتوسع نشاط حركة “الماك” المطالبة بانفصال أو بحكم ذاتي لمنطقة القبائل في الجزائر.
ويقود هذه الحركة، التي تتخذ من باريس مقراً لها، المغني السابق فرحات مهني، حيث استطاعت، خلال السنة الماضية، جمع الآلاف من مناصريها في مسيرة شعبية في قلب مدينة تيزي وزو عاصمة منطقة القبائل، ما شكل مؤشرا على تمدّد هذه الحركة.
ويعتقد الكثير من المتابعين لتطور الحراك الأمازيغي في الجزائر، أن “السياسات الراديكالية القمعية والإقصائية التي مرّت بها الجزائر، تكاد تدفع بمنطقة القبائل إلى حالة من التوترات المستمرة التي يمكن أن تعقّد الوضع السياسي في البلاد”.
ويعتبر الناشط السياسي والسكرتير السابق لـ”جبهة القوى الاشتراكية” التي تتبنّى المطلب الأمازيغي منذ عام 1963، كريم طابو، أن “غياب الحوار الحقيقي ورفض السلطة الانفتاح ولجوءها إلى حلول سياسية كالاعتراف دستورياً باللغة الأمازيغية، لن ينهي المشكلة”،
ويرى طابو كما الكثير من المتابعين، أنه طالما لا توجد حريات وديمقراطية في البلد وانفتاح جدي، يبقى الأمر بالنسبة للقضية الأمازيغية مجرد تسوية سياسية لا تصمد أمام أزمات لاحقة، لافتاً إلى أن الهدوء الذي تشهده منطقة القبائل، والزخم الإعلامي الذي تسوّق من خلاله السلطة لإنجازات ومكاسب القضية الأمازيغية، لا يعني إنهاء تاريخياً للمأزق، بدليل أن المنطقة عرفت على فترات هذا النوع من الهدوء، لكنها كانت تعود إلى حالة توتر مع كل أزمة.