توسعت الحركة الاحتجاجية في منطقة القبائل بالجزائر التي تشمل ولايات البويرة وتيزي وزو وبجاية، للمطالبة بضرورة تعميم استعمال اللغة الأمازيغية التي تمت دسترتها كلغة رسمية في البلاد.
وبسبب الاحتجاجات اليومية، قررت جامعة البويرة تعليق الدراسة إلى أجل غير مسمى، أما في ولاية بجاية فقد تم غلق جميع الثانويات، صباح اليوم الأربعاء، حيث خرج التلاميذ في مسيرات كبيرة.
وقال الرجل الثاني في الدولة رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، إن هناك أطرافا خفية تعمل على تحريك الشارع، وهو الرأي الذي عبرت عنه الأحزاب الموالية لجبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديموقراطي برئاسة الوزير الأول، أحمد أويحيى.
وتشهد منطقة القبائل في الجزائر غليانا منذ أيام، بسبب اندلاع مظاهرات واحتجاجات وصلت حد الدخول في مواجهات مع الشرطة على خلفية مطالب مرفوعة لها علاقة بتطوير تدريس الأمازيغية، والاحتجاج على الإجراءات المتخذة في إطار قانون الميزانية لسنة 2018.
وشهدت ولاية البويرة (150 كيلومتر شرق العاصمة) مواجهات بين الشرطة وطلبة جامعة آكلي محند ولحاج، بعد مظاهرة نظمها الطلبة للمطالبة بترقية تعليم اللغة الأمازيغية، وقد أصيب عدد من رجال الشرطة بجروح بسبب رشقهم بالحجارة، كما تم تسجيل عدة إصابات في صفوف الطلبة.
وخرج آلاف الطلبة في مدينة تيزي وزو (120 كيلومتر شرق العاصمة) في مظاهرة للتنديد برفض السلطات الرد إيجابا على مطلب ترقية الأمازيغية، ورفعت عدة شعارات مطالبة بتخصيص مكانة أكبر للغة الأمازيغية، فضلا عن دخول شعارات سياسية على الخط، خاصة أولئك الذين ينتمون إلى الحركة الانفصالية التي يقودها فرحات مهني، والذين استغلوا الفرصة للمطالبة في انفصال منطقة القبائل عن الجزائر، وتصفية حساباتهم مع النظام الحاكم.
ويشار إلى أن السلطات الجزائرية سعت لنزع ورقة الأمازيغية من أيدي الأحزاب والجمعيات بعد أن جعلت منها لغة وطنية سنة 2002، لامتصاص الغضب الناجم عن أحداث الربيع الأسود سنة 2001، الذي جعل المنطقة تشتعل لأكثر من عام ونصف العام، وهي أحداث خلفت أكثر من 100 قتيل من المتظاهرين، وبرغم أن السلطة رفضت الرضوخ لطلب جعل الأمازيغية لغة رسمية، إلا أنها تراجعت ووافقت على ذلك عند إقرار الدستور الجديد سنة 2016.