الرئيسية / دولي / كيف تنظر جريدة تركية إلى تحيز الإعلام الغربي ؟
تحيز الإعلام الغربي
صحيفة تركية تنتقد تباين تغطية الإعلام الغربي للمظاهرات في تركيا وأوروبا

كيف تنظر جريدة تركية إلى تحيز الإعلام الغربي ؟

بالرغم من ما تروجه أوروبا وأمريكا الشمالية عن عراقة إعلامها وتمتعه بالاستقلالية والحرة، يرى كثيرون في العالم العربي والإسلامي أن تحيز الإعلام الغربي واضح من خلال نوع التغطية التي يفردها إلى الأحداث، حيث يظهر الفرق بين كيف يصورها في بلدانه وبين كيف ينقلها عندما تقع في بلدان أخرى.

صحيفة Daily Sabah التركية الناطقة بالإنجليزية تطرقت إلى موضوع تحيز الإعلام الغربي من خلال نموذج المظاهرات التي تقع في أوروبا وغيرها، مع اختلاف كيفية تناولها إعلاميا.

النموذج الأول الذي عرضه الكاتب إبراهيم أطالاي هو المظاهرات التي تدور في فرنسا تحت اسم حركة “Nuit debout” ضد قانون الشغل الجديد المعروف باسم “قانون الخمري”، نسبة إلى وزيرة الشغل مريم الخمري.

هذا القانون تمت تقديمه على أنه “إصلاحات”، يقول كاتب المقال، في حين أن هذا المصطلح يحيل إلى إجراءات تروم تحسين وضع ما، وهو ما لا يعتقد كثير من الفرنسيين أن “قانون الخمري” سيحققه.

خفض تعويضات ساعات العمل الإضافية وتسهيل مهمة الشركات في تسريح الموظفين والعمال لا تبدو حسب الجريدة التركية على أنه تحسن، كما أن اختلاف وجهات النظر بين ما تراه الحكومة إصلاحات تقابل بمعارضة من الشارع يجعل أنه من غير المفهوم كيف يصف الإعلام القانون باسم “إصلاحات الشغل”، ما يعني تحيزا لموقف معين.

على ارتباط بنفس الموضوع، تحدث الكاتب عن كيفية تعامل الإعلام الغربي حينما يتعلق الأمر باحتجاجات في بلد “غير ديمقراطي” في نظرها، حيث تكون هي أول من يصل عين المكان، في حين تختار التعتيم أو غربلة ما يتم تقديمه للمشاهد إذا ما كان البلد المعني في قلب أوروبا. كما يظهر التحيز من خلال الطريقة التي يتم فيها تصوير عنف المتظاهرين والشرطة في النموذجين سالفي الذكر.

إبراهيم أطالاي ضرب مثالا بمجلة “دير شبيغل” الألمانية التي عنونت إحدى مقالاتها المخصصة لمظاهرات جيزي في تركيا “لا تركعوا”، في حين اختارت عنوانا مغايرا لمظاهرات فرنسا حيث كتب “الحسناء التي لم تهزم” مع صورة مسالمة للعاصمة باريس، في تجاهل لكل العنف والفوضى التي وقعت.

رغم ذلك، أظهرت عددا من أشرطة الفيديو والصور التعامل العنيف لرجال الأمن الفرنسي مع الصحفيين من خلال تعرض هؤلاء للضرب أو المضايقات أو التعنيف، أو إرغامهم على مسح صورهم.

في خضم ذلك، كانت وسائل الإعلام التقليدية غائبة عن تغطية ما يحدث، يقول الكاتب التركي، وهو ما فرض على المتظاهرين تطوير وسائل إعلام بديلة من أجل توثيق ما يحدث.

المقال التركي استشهد أيضا بمثال آخر هو ما يعرف باسم مظاهرات هامبورغ من ديسمبر 2013 إلى يناير 2014، والتي اندلعت بسبب قرارات سلطات المدينة هدم بعض الأبنية وطرد نزلا مسرح “روتي فلورا”.

ما كان لافتا للانتباه هو درجة القمع التي قوبلت بها المظاهرات من قبل الشرطة، يقول الكاتب، وأيضا كون هذه المظاهرات شبيهة بالمظاهرات التي اندلعت في إسطنبول حول هدم قاعة سينما إيميك، لكن الفرق كان في طريقة التغطية الإعلامية والتستر الحاصل على عنف الشرطة في الحالة الألمانية.

وبالتالي، يظهر حسب الكاتب التركي كيف أن تحيز الإعلام الغربي واضح، وهو ما يفترض أن تتم مطالبته بأن يقوم بنفس التغطية للمظاهرات التي تقع بغض النظر عن البلد الذي تحصل فيه، يختم إبراهيم أطالاي.