ستقرب فقرة الصحراء بعيوننا، قراء مشاهد 24 من العادات والتنوع الثقافي لساكنة الصحراء المغربية، وتسلط الضوء على الجوانب التاريخية للأقاليم الجنوبية للمملكة.
المطبخ الصحراوي بين المأكل والمشرب
يتميز المطبخ الصحراوي بغناه و تنوعه الكبير، مما يضفي على المائدة المغربية، تفوقا كبيرا على مستوى حوض الأبيض المتوسط.
وأكد حاتم الوالي باحث في الثقافة الصحراوية في تصريح لمشاهد 24، أن الطبيعة تؤثر أيما تأثير على بنية “الغذاء” عند أي مجتمع.
وأبرز أن المجتمع الصحراوي بالأقاليم الجنوبية للمملكة ،قد كيف نظامه الغذائي مع قساوة الطبيعة، وفي مجتمع البيضان نجده قد أبدع في مطبخه ومأكولاته وكيفها مع جميع أيام السنة.
وأشار إلى أنه في فصل الشتاء نجد مشروب “الكندرة” الذي يتم إعداده من الأعشاب والحليب الممزوج بالشاي، أما فصل الصيف فنجد مشروب “كوفيا” و”تمبرمة” المنعيشين لجسد يعاني من حرارة الجو.
يضيف بالقول “إلى جانب هذه المشروبات الرئيسية نجد مأكولات ومشروبات أخرى، تتزين بها المائدة الصحراوية في شهر رمضان، رغم أن لا تغير كبير يطرأ عليها، حيث الشاي من أبرز المشروبات التي تكون في مائدة الإفطار، بالإضافة إلى حساء دقيق الشعير والتمر”.
وأضاف “لا يمكن الحديث عن المطبخ الصحراوي في هذا الشهر الفضيل، دون ذكر لحوم الإبل التي تتقدم مكونات لائحة الأطباق الصحراوية”.
وسلط الضوء على “طبيخة اللحم” من أكثر الوصفات التي تعبر عن مدى الترحيب الصحراوي بالضيف، ويتم إعدادها باللحم والزيت والملح دون إضافة أي مكون آخر، ويفضل إعدادها من لحم الكتف، أو أضلع النحيرة”.
ومن الأطباق التي تقدم للضيوف نجد أيضا في هذا الشهر خصوصا وجبة العشاء وجبة “تيشطار” وهو عبارة عن لحم الإبل المقدد، الممزوج ب”الودك” السائل الذي يتم طبخه جيدا، ثم يطحن حتى يصبح لينا ويضاف له المرق الذي طبخ فيه ويقدم داخل آنية من الخشب مرفقا بخبز الفطير الصحراوي الذي يحتاج للمرق من أجل تليينه.
وعن طريقة تحضير وجبة تيشطار تطبخ حسب الوالي “من دقيق الشعير والماء فقط، دون إضافة ملح أو خميرة، ويتم إنضاجه على الطريقة الصحراوية التقليدية وذلك من خلال وضعه في حفرة رملية تغطى بالجمر، وبعد إخراج الفطيرمن تحت الرمل يتم تقطيعها ووضعها في صحن يرفق بالمرق المكون من لحم الإبل”.
وأكد إلى أن “مارو” (الأرز) الذي يعد من أكثر المواد التي ترافق الأطباق الصحراوية الرئيسية، ويشتهر مطبخ الأقاليم الجنوبية للمملكة بوجبة “مارو واللحم”.
وتحضر بوضع لحم الإبل داخل قدر خاص، مع قليل من الزيت والملح والماء، بعد أن ينضج اللحم يزال من القدر، ويوضع الأرز ليطبخ في مرق لحم الإبل، ليتشرب نكهته المميزة، بعد نضج الأرز يوضع في صحن التقديم وتوضع فوقه قطع اللحم.
بلغمان وجبة السحور المميزة
كشف الباحث حاتم الوالي عن خصوصية أهل الصحراء المغربية، في السحور وإعداده أثناء رمضان.
وكشف عن وجبة “بلغمان” التي تقدم في وجبة “السحور”، وهي عبارة دقيق الشعير محمص، يضاف له الماء الساخن والقليل من الملح والسكر، ويحرك إلى ان يصبح عبارة عن “عصيد”.
وأبرز أن وجبة بلغمان لكي تكون مميزة يجب أن نضع وسطه “سمن” الماعز، ويقدم مع حليب الإبل أو الماعز، وهو وجبة مغذية من أجل صيام يوم كامل بمشاقه.
وأكد في الأخير أن المائدة الصحراوية في رمضان، مائدة تغلب عليها المشروبات، نظرا لطبيعة المناخ والطبيعة الصحراوية الجافة.