يُفضل العديد من المغاربة متابعة مباريات مونديال قطر مع عائلاتهم وأصدقائهم في المقاهي والفضاءات الترفيهية عوض المنازل، بحكم الحماس الذي يرافق هذه المواجهات الحاسمة.
ويُشكل هذا الحدث العالمي فرصة مواتية لأصحاب المقاهي والمطاعم لتحقيق مكاسب مالية كبيرة، وتجاوز التراجع الحاد الذي تم تسجيله خلال جائحة كورونا في العامين الماضيين.
وانعكس شغف المغاربة بكأس العالم بشكل إيجابي على المتاجر والأسواق الشعبية، والتي تشهد بدورها منذ انطلاقة العرس الكروي إقبالاً ملحوظاً على اقتناء الأعلام المغربية، والقميص الرسمي للمنتخب الوطني.
ويقول عزيز وهو صاحب مقهى بمدينة الدار البيضاء، في حديث مع “مشاهد24″، إن مباريات كأس العالم أحدثت رواجاً تجارياً لافتاً بالعديد من القطاعات، مشيراً إلى أن محله سجل إيرادات هامة بفضل إقبال المواطنين على مشاهدة مباريات المونديال في أجواء يطبعها الحماس.
وأكد أن متابعة المقابلات في المقاهي لها نكهة خاصة، في ظل توفير أجواء مناسبة لذلك من شاشات عملاقة، وأعلام واكسسوارات، تضفي حماساً إضافياً، كما لو كان المشاهد يتابع المباراة داخل الملعب.
بدورها، قالت فاطمة الزهراء وهي شابة في مقتبل العمر، إن المقاهي باتت وجهة الكثير من المغاربة لمتابعة منافسات المونديال، مشيرة إلى أنها تفضل متابعة مباريات “أسود الأطلس” رفقة أصدقائها بالمقهى عوض المنزل.
وزادت في حديثها مع موقع “مشاهد24″، أن بعض مرتادي المقاهي لا يتوفرون على اشتراك يخول لهم مشاهدة جل مباريات كأس العالم، ولا يجدون أي وسيلة سوى الذهاب للمقاهي أو المطاعم والفضاءات الترفيهية للاستمتاع ومتابعة نجومهم المفضلين.
وقام عدد من أرباب المقاهي بإدخال تحسينات جوهرية على المقاعد والاكسسوارات وتغيير الشاشات، كما تم تخصيص أماكن للأسر، آملين أن يزيد ذلك من نسبة الإقبال والرواج.
رواج “مونديالي“
ما إن تطأ قدم الزائر سوق “درب عمر” الشعبي بمدينة الدار البيضاء حتى تستوقفه الحركة الدؤوبة التي يعرفها المكان خلال هذه الأيام؛ خاصة في الجناح المخصص لبيع الملابس الرياضية وأقمصة المنتخبات والإكسسوارات المتنوعة التي يستخدمها عشاق الكرة.
واحتل قميص المنتخب المغربي واجهة أغلب المحلات في السوق المذكور، وذلك بسبب إقبال المواطنين -خصوصا فئة الشباب- بكثافة على باعة قمصان المنتخب الوطني الذي استهل مشواره بشكل إيجابي في هذه التظاهرة العالمية، حيث بات قريبا من التأهل إلى دور الـ16.
ويقول محمد وهو تاجر في أحد محلات بيع الملابس الرياضية، في حديث مع موقع “مشاهد24″، إن جل التجار بسوق “القْريعة” و”درب عمر” وفّروا تشكيلات متنوعة من القمصان بمناسبة مونديال قطر، لكن قميص المنتخب الوطني هو الأكثر مبيعاً بحكم أن المغرب يشارك في المونديال.
وفي ما يتعلق بالأسعار، أشار المتحدث إلى أنها تتراوح ما بين 70 و500 درهم حسب جودة القميص.
وأكدت زبونة في حديثها مع الموقع، أنها كانت تنتظر بحماس كبير بداية مشوار المنتخب الوطني في كأس العالم لشراء قميص “أسود الأطلس” لأولادها الصغار، وكذا علم البلاد لدعم العناصر الوطنية.
وغير بعيد عن سوق “درب عمر” يوجد سوق “كراج علال” الشهير والذي يشهد بدوره رواجاً من نوع آخر، حيث يعرف الفضاء المخصص لبيع التجهيزات الكهربائية حركة دؤوبة.
ويُقبل بعض المواطنين الذي يفضلون متابعة المونديال من البيوت على اقتناء شاشات حديثة من الجيل الجديدة تضفي رونقاً خاصاً على نقل المباريات.