تحوُّل استراتيجي وتاريخي في العلاقات المغربية – النيجيرية. هذا ما يمكن أن يستشفه أي متابع للشأن السياسي وللعلاقات الدولية من إعلان الرئيس النيجيري محمدو بوهاري إنشاء منصة ضخمة للمنتجات الكيماوية الأساسية بقيمة 1.3 مليار دولار، وذلك في إطار الشراكة بين الرباط وأبوجا.
وأكد بوهاري، أمس الخميس، في تغريدة على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: أن المنصة توجد قيد الإنشاء، وستنتج الأمونياك والحامض الفوسفوري، وحامض الكبريت وأسمدة النيتروجين-الفوسفور-البوتاسيوم (NPK) وثنائي فوسفات الأمونيوم (DAP)، من خلال استخدام احتياطيات الغاز في البلاد.
ويرى مراقبون أن المغرب ونيجيريا يعتزمان مواصلة إنجاز المشاريع الإستراتيجية؛ خاصة خط الغاز بين البلدين، وإنشاء مصنع لإنتاج الأسمدة في نيجيريا.
وحيال ذلك، قال عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، إن التحالف بين المغرب ونيجيريا انتقل من مرحلة التفاهمات الأولية إلى تنفيذ المشاريع، مبيناً أن المنصة التي أعلن عنها الرئيس محمدو بوهاري تؤكد بالملموس أن المغرب شريك استراتيجي لنيجيريا.
وأضاف الفاتحي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن الشراكة المغربية النيجيرية واقعية وفاعلة، لافتاً أن القيمة المالية التي تم رصدها لهذا المشروع الضخم الخاص بالمنتجات الكيماوية الأساسية (1.3 مليار دولار)؛ تؤكد أيضاً أن المغرب له رهان كبير في تجويد علاقاته الاقتصادية مع عمقه الإفريقي والسعي إلى الانخراط والمساهمة في بناء قارة لها مكانتها الاقتصادية من خلال مشاريع بارزة.
ويرى مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، أن نيجيريا دولة ذات أهمية كبيرة بالمنطقة وفي الاتحاد الإفريقي، وتعزيز المغرب شراكته مع هذا البلد الواقع في غرب إفريقيا سيفتح آفاق جديدة بإمكان الدبلوماسية المغربية أن تجني ثمارها على أكثر من صعيد.
ويعتقد المتحدث أن الطريقة التي عبّر بها الرئيس النيجيري عن شكره للملك محمد السادس والمغاربة، تبين أن الشراكة بين الرباط وأبوجا أصبحت متينة ومتغلغلة. لافتاً أن هذا الزخم الاقتصادي سيزعج خصوم المغرب وفي مقدمتهم الجزائر.
وفي هذا الصدد، أوضح الفاتحي أن الشراكة المغربية النيجيرية تختلف عن الشراكة الجزائرية النيجيرية؛ بحيث أن هذه الأخيرة تفتقد للثقة وللوضوح ولم تصل بعد لمرحلة تنفيذ المشاريع المعلنة، معتبراً أن هذا الأمر دليل على أن المملكة تتمتع بمصداقية كبيرة.
وشدد الخبير السياسي على أن تطور العلاقات المغربية النيجيرية سيُغير موقف هذا البلد من قضية الصحراء المغربية ما سيضع الجزائر في عزلة سياسية.