مازالت الجزائر تنكر على لسان مسؤوليها في الحكومة تدخلها المغرض في الصراع حول قضية الصحراء المغرب، مدعية في محاولة يائسة لتغليط الرأي العام أنها قضية بين المغرب وجبهة البوليساريو المزعومة.
وتريد الجزائر أن تظهر كدولة جارة لا وجود لمشاكل كبيرة بينها وبين المملكة، وأن الأمر لا يتعدى أن يكون “خلافات عادية”، كما برر ذلك أحمد أويحيى، أمام الصحفيين وأعضاء حزبه التجمع الوطني الديمقراطي، أمس السبت في العاصمة الجزائر.
وحوصر رئيس الوزراء بعدة أسئلة حول الهدف ومغزى مصافحته للملك محمد السادس، مؤخرا، في أبيدجان، التي أثارت جدلا واهتماما بالغا من قبل الأوساط السياسية الدولية، ليعلق على أن الأمر جد عادي بين بلدين جارين “لا يوجد جدار” بينهما، بل فقط خلافات عادية، متناسيا أن حكام “الشقيقة الجزائر” لم يتوانوا يوما في صب جام غضبهم وحقدهم على ما تؤول إليه الأوضاع لصالح المغرب يوما بعد يوم، ومتجاهلا دعمهم اللامشروط للبوليساريو واستمرارهم في إغلاق الحدود بين البلدين.
ونفى المسؤول الجزائري أن تكون مصافحته لملك المغرب تصحيحا أو اعتذارا لما نجم عن وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، من تصريحات بغيضة تنم عن كره وحقد دفين، مشيرا إلى أن المصافحة “لا علاقة لها بذلك”، ما يعني أنه يتبنى نفس موقف زميله في الحكومة، وما يفند تبريراته حول “لا وجود لجدار بين المغرب والجزائر”.
وزاد أويحيى في تبريره قائلا “كنا نأخذ صورة جماعية لرؤساء الوفود المشاركة في القمة، وقد مررت من أمام ملك المغرب، فكان من الأدب ومن الضروري أن أحييه”، معبرا عن استغرابه للأبعاد التي اتخذتها الواقعة، ومجددا التأكيد على أنه “لا توجد مشاكل جوهرية بيننا وبينهم.. بل هناك لقاءات منذ سنة 2005”.